الخميس، 3 يناير 2019

مجلة الهيكل ... سميرة الزغدودي ... صرخة لصديقي




آه ياصديقي 
كم تحتمل هذه الروح 
من تقلّبات القلب 
وويلات الإحساس 
نبضات تعيسة 
وأخرى سعيدة 
آه من سحر الحياة 
وألوان الرجال 
إنّني غارقة 
في أغوار بحورهم 
لست أدري هل أعشق هذا 
أم ذاك ؟ 
لكلّ حواء نبض واحد 
وأنا لي آلاف النبضات 
لكلّ منهن فارس تتمنّاه 
سلطان يتربّع على عرش الهوى 
وأنا لي ملايين الفرسان 
ذوي الحسب والنسب 
والأخلاق 
من أهل الهمم 
والسلالة والأمجاد 
ولكنّني لازلت 
بعد كلّ هذه السنوات 
وقد فاتني ما فات 
قابعة على رصيف الزمان 
أحصي الخيبات 
تلتهمني الحسرات 
مذبذبة الخفقات 
لاأرسو على برّ 
أو ميناء 
لاتستكين الخلجات 
كلّ وارد عابر سبيل 
يتسكّع على طرقات أقداري 
يسجّل مروره 
عبر تاريخ وجودي 
وشريط الذكريات 
أيا صديقي 
تعال إليّ 
فهذه الساقية للقلوب 
قتلها الضمأ والحرمان 
أرحني من أهوال السنين 
أزح عن كاهلي أعباء الأنين 
لأصل شريانك بوريدي 
لعلّي استمدّ منه بوحا 
من صدق وثبات 
فأنت من يكفكف دمعي 
يضمّد نزيف جراحي 
ياأمين النبضات