الخميس، 7 يوليو 2016

حامد الغريب ... قبضة الالم




أنا لم أرى صوتك 
وأنت لم تريني 
لكني مدرك 
ان صوتك مشهد 
لايتكرر بأحساسي 
امتص صفاء روحك 
وانا بعينيك 
انثر بذور العشق 
لتنجب لي مولود حبك 
لا اظنني س أنعم بقربك... 
ولا اظنك ستلمسين يدي 
ذات مساء 
فقط كنت بكلي 
اشمك 
اغوص بتفاصيلك الدافئة 
لم اتعبد بين عينيك 
رغم تحضيري لفروضي 
وأنت لم تنتبهي 
لانيني 
فقط كنت انا مرآة 
نوى 
تجدين نفسك فيها 
انت المالكة 
لم اخبرك جنوني 
او اهديك ورودي 
لكنك تنبأت وحدك 
اني ادمنت احساسك 
لم اتذوق شوقك 
ولم تلمسي شوقي لكننا ،،
احترفنا العشق 
من خلف ستائر البعد
 انت تحت مأذنة المستحيل 
وانا بقبضة الالم……….

مرتضى علي التميمي ... السقوط



هل كانَ عليّ أن أسقطَ من سنينٍ شاهقةٍ
كي أشعرَ بهذا الألم
في الطريقِ إلى قعرِ الوجعِ يمرّ فيلمُ العمرِ الكلاسيكي
من بين أنفاسي تدريجياً كشهقة سيجارةٍ حبستها طويلاً خشيةً من أمي
تتسربُ المشاهدُ كمساجينٍِ ألكترازيين حفروا طويلاً ونسوا أغلب أظافرهم في الجدران الإسمنتية
أحاولُ كسلاً أن أحتفظ َ ببعض المشاهدِ الخالية من العيونِ حمراء أو صفراء
فلقد نسيت أيهما أشد إيغالاً في العظام
،
خرجت مشاهدٌ أخجل أن أكتبها أغلبها يتحدث عن الجُبن ِ والكذبِ والنفس الأمارة بالحب
أتعبني رأسي كما أتعبته
هناك رغبتان شديدتان
بالسقوط وعدمه
التضادات المركزة
المتجذرة في الجهة اليسرى من دماغي
تهيمن بشكل مزعجٍ على القرارت في الجهة اليمنى
وأنا أسقط لتعلوا همم الأغلبية لم أتذكر سوى اعطني الناي وغني
تعبت في تجميع عقلي ليُخرجَ مني سورةً واحدة ، آية ، أي شيء سماوي
ظلت ترن فيروز في كينونتي
في خضمّ هذا الصراع تبين أنها من الملائكة و أنها تتحدث عن الجنة كثيراً في سِفرها الغنائي
لكنها لم تكن ترتدي عمامة وهذا ما جعلني أشك بملائكيتها !!
قبل الوصول لقعر الألمِ بمسافة حياة
فقدت رجلي اليمنى
ساءني الأمر جداً لأنني لن أستطيع لعب كرة القدم مع ميسي مجدداً
وأنا في قمة استيائي سقطت اليسرى
أف ، لا تعليق يسعفني الآن ، فقط تذكرت أبطال ألعاب القوى فابتسمت قليلاً
سقطت يدي اليسرى هنا نزلت دموعي
و تذكرت كل اللوحات التي لم أنجزها والوعود التي تنصلت عنها لحبيبة وصديق وعجوز ،
اليسرى ! يا للوجع
هنا بدأتُ أفهمُ معنى السقوط ومغزاه
وأنا أبكي سقطت اليمنى لم أتأثر حينها
المشكلة بات القعر قريباً أراه جلياً
ما هذا ؟
أنه ليس صخرياً
القاع مكتظٌ بالوجوهِ الساخرة
أعرفهم كلهم ( أويلي )
كم تمنيت أنني أملك القدرة لأقتلني قبل الوصول أكثر حيث تتضحّ لهم دموعي
أغمضتُ عيني وأنا أردد :


يا إخوة البئرِ ما زلتم على الأثرِ
ما قولكم وقميصي قُدَّ من دبرِ
.

أشعرُ بألم شديدٍ في رأسي
وأنا أرتشف من الماء المقدس
مازلت أنتظر اليد التي ستضع الحكمة في روحي
شربت قليلاً ونسيت ما قلت أعلاه
فلقد أخبرتني فيروز كل ما دار أعلاه
وأجبتها
نعم تحممتُ بعطرٍ وتنشّفتُ بنور
ولكن لا فجرَ هنا
هو جوٌّ ألطف بكثيرٍ مما ذكرتيه

كنعان الموسوي ... ندى بجاني

Firas Ammar .... يا حياة




عبثا... احاول ان الملم ذاتي، من صدى ذاتي .. ان احيل القصيدة الى لفافة تبغٍ.. او لأفيونٍ، أحششه ذات حزنٍ يُلمّ بالهشيمِ في ذاكرة المسافات الثقيلة....
عبثا.. يراودني الرحيل اليك، مني ...
إذ نادراً ما تسابقني الاماكن، محمّلة بآلآف كنزتها سنين الخوفِ ، ودقائق التعب المؤبد، كلّما حاولت - من وهني - ان احصّل ما تخبئه الشفة البخيلة ...
عبثا.. ويقتلني المتاهُ.. ولا طريق ستعرف كيف تقود قدمي العصيّة على السير نحو الآخر الممتد في البعيد...
إن التناقض، غاية الهذيان ...
لا شيئ في ما قلت متسقا... فأنا، وكلّي هارب مما انا ...
لا زلت امتهن الضياع، ومرغما امشي اليك... ومرغما استولد الحال التي عرفت طريق الموت فيك....
ولا ازال اعيد قرقعة الجراح......
وليس لي في الجرح، إلاّ النزف .... انت...
لا زلت احترف الضياع... او قل ما زال يكتبني ....
وبدا كأنه بات يسحقني ... ضياعي ....
انا !!!
من انا؟؟؟
في صرخة الصمت المضرّج فيّ ..
فيكِ...
يا حياة .....

زيد الحمادي .... في قلبي مدينةٌ برداءٍ أسود




في قلبي مدينةٌ برداءٍ أسود

لا تفارقني الرقّةُ
بشوارعها
تجتاحني وجوهها الغريبة وأنفاس مجاهديها المتقطعة بلهيبِ رعشةٍ جنسية مكبوتة منذ عمر
تجيئني عطورهم الرخيصة
التي دنّست شوارعها البسيطة كأنهم هنا منذ مئات السنين
لتقتحمٓ حدائقها من الرشيد إلى المنصور
فتعود بي إلى حاويات قمامتها القذرة
السافرة كلحاهم النتنة
تلك الرائحةُ العفنة المنبعثة من جعب الموت التي تزنّر صدورهم
تلك الثياب التي دنّست منازلها والمطالع
بكلّ ذاك الشد والجذب اللذان
جعلانها بهذه الصورة التي لا تفارقني !
أشعر أحيانا أنّها تعاقبني لأنني هنا
حين يتسرّب لقلبي سوادها من مسافة ألفِ ميل
فأشعرُ بانتماء الحيّ للميت
لأزور المقبرة ببضع وريقات من الآس والقرنفل
أردّد آية الكرسي وما حفظته من جزء عمّ
وقد يحدث أن أغنّي " موطني هل أراك !! "
ففي المقابرٓ يختلط الحزن بموسيقا من أودعانهم تحت الثرى
أو فوقها
فيخطرُ لي الفرات متهاديا وأنسى أنّ منبعه من هنا حيث يقيم حزني
طالما اعتقدتُ أنّه ينبع من بيتكِ
كلما رأيت صورتك على ضفافه كحوريّة بثوبها الأزرق ..
أنا أدرك ذلك ككل رقّاويّ تنسّم ضوع الفرات
تحت شجيرات الحور والنخيل
حتى أخال أحيانا أنّني واحدا من المندائيين
أولئك الأشدّ تقديسا للفرات وأهله..
فأردّدُ ابتهالي الرقّاوي الحزين..
صغيرا أنا بين الملائكة الأثريين
طفلا أنا بين النورانيين
ولكنّي أصبحت عظيما لأنّي شربت من ثغر الفرات
ثغر الفرات
الذي جاءني على هيئة شفاهك السمر ..

ALi Mahdi ... ( دعني لعشقي )




دَعْــنِــي لِـعــشــقــي فــالـهـوى إيـمـانـي
        أنـــــا إنْ عــشـقْـتُ تـكـامـلَـتْ أركــانــي

أمـشـي ومـحبوبي مَـعِــــي فـي مِــشيتي
        وإذا سَـــكَــنــتُ فــطــيــفُـهُ يـــرعــانــي

بـــهِ عـــنْ سِـــواهُ غــنـىً وفــي إدبــارهِ
         عــنّـي غِــنـىً عـــنْ ذكـــرِ كُـــلِّ كــيـانِ

هــو فــي وجــودي مِـثلما روحـي بـجس
        مــــــي لــــــو تــفـرّقـنـا لَـــمِــتُّ بـــــآنِ

وأنــــا بــــهِ قــــد ذبْـــتُ حــتّـى آخـــري
       ذوبَ الـــجــلــيــدِ بـــــرائــــقٍ ريّــــــــانِ

يُـغـشـي عــلـيَّ مِـــنَ الـجـمالِ خـواطـراً
       مــــا أجــمــلَ الأشــــواقَ إذ تـغــشــانـي

مُـــزجَــتْ رؤايَ ومـــــا أُريــــدُ بِـحُـسـنـهِ
      فــــأنـــا بـــروحـــهِ خـــالـــدٌ أو فـــانـــي

لا أرتــــضـــي إلّا هـــــــواهُ بــخــافــقـي
     أبـــــداً ولـــــمْ يـــقــرعْ فـــــؤاديَ ثـــــانِ

صَــافَـيْـتُ حــتّـى قــيـلَ لـــي مُـتـصـوّفٌ
      وصــبــرتُ حــتّـى قــيـلَ لــيـسَ يُـعـانـي

فــرضــيْـتُ أنّــــي لــــنْ أكــــونَ لــغـيـرهِ
     صـــبّـــاً وإنْ شـــــحَّ الــلــقـاءُ الــجــانـي

طــــربَ الــغــرامُ فــكــانَ لــــي أُغــنـيّـةً
      جـــاشــتْ فــفـاضـتْ روعــــةً ألــحـانـي

تــنــسـابُ والـــدمــعُ اشــتــيـاقٌ كُـــلّــهُ
     يــنــهــالُ بــحــثــاً عــــــنْ حــبــيـبٍ دانِ

مــــا كــــانَ ذا دمـــعَ الـتـيـاعٍ بـــل هــنـا
       بـالـــقــربِ والإغــــضـاءِ والهــجــرانِ

فـــإذا رأيــتَ ذوي الـهـوى فــي دمـعـهمْ
    فــانـظـرْ عــســاهُ يــكــونُ دمــــعَ تَــفَـانِ

هـــــذا الـحـبـيـبُ جــوارحــي وجَــنَـانـي
    دُنـــيــايَ والأخـــــرى وسِـــــرُّ جِــنــانـي

بــالـنـورِ يُــوصــفُ مــــنْ تــجـلّـى طــلــةً
   والــنــورُ يــقـصُـرُ عــنــدَ وصــــفِ فـــلانِ

فـتـحـارُ مـــن أيـــنَ ابــتِـدَاؤكَ يـــا تُـــرى
      والـــبِــدءُ يــعـجـزُ عــنــهُ كُــــلُّ لــســانِ

شمسُ الضحى بدرُ الدُجـى صـافي الـسـما
      فــاخــتــرْ بــعــيـنـكَ غـــالـــيَ الألـــــوانِ

وهـــــوَ الــقــريـبُ إذا قــلــلْـتُ بــوصــلـهِ
      وهــــــوَ الــبـعـيـدُ بــأعــمـقِ الـــوجــدانِ

عــيــنــايَ فــيــهــا صــــــورةٌ لــخــيـالـهِ
      بـــانـــتْ هــــــوىً فــتــكـوّنـتْ عــيــنـانِ

دَعْــنِــي لِـعـشـقـي إنّــنــي مُـتــجــاهـــلٌ
       لـــغــوَ الـــعــذولِ فــمـغـرمـي يـنـهـانـي

إنَّ الــمُــحِـبَّ لـــمــنْ يُـــحــبُّ مــطــاوِعٌ
       مــــا كــــانَ قــلـبـي والــهــوى شــيــآنِ

وإذا نـــظــرتَ فـــلــنْ يـــكــونَ بــجــوفـهِ
        هــــذا الـحـسـيـرُ عــلـى الـعـنـا قـلـبـانِ

إنْ كــــــانَ حُـــبّـــاً ذا الــتــعـبّـدُ قُـــربــةً
       فــاشــهــدْ بـــأنّـــي عـــابـــدُ الأوثـــــانِ

فــبِــكُــلِّ حــــــرفٍ أســتــزيــدُ مــحــبّـةً
       فـــكـــأنّ حـــرفـــكَ لــلــغـرامِ دعـــانــي

إنّــــي بــذلــتُ حـشـاشـتـي وتــــصــبّـري
      ومــدامــعـي طُـــــرّاً وفـــيــض حــنـانـي

وبِــبَــذلِــهــا مـــتـــأمّــلٌ أنْ يـــقــبــلَ الـ
      مــحـبـوبُ شـيـئـاً مـــنْ لــظـى الـنـيـرانِ

الأربعاء، 6 يوليو 2016

Dr-husham Sadeq ... عيدٌ بأية حالٍ





(عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ ياعيدُ...
بما مضى ام بأمرٍ فيك تجديدُ)

يقالُ فيما مضى كانت لنا دولٌ
وان اجدادنا عند الوغى صيدُ

يقالُ حتى حدود الصين قد وصلوا
شقّوا البحارَ وضاقت فيهم البيدُ

هم علّموا الشمسَ ماتحني ذوائبها
و علّموا النخلَ ان الهامَ ممدودُ

ياسيدي المتنبي اليوم في وطني
يسومنا-ويحَ قومي- البيضُ والسودُ

كم الف كافورَ فينا كمموا فمنا
(فالحرُ مستعبدٌ والعبدُ معبودُ)

(لم يترك الدهرُ) فينا غير أوعيةٍ
جرداء يعصرها همٌّ وتنكيدُ

ياشيخنا المتنبي اليوم يحكمنا
ويستبيحُ بني قومي الرعاديدُ

(نامتْ نواطيرُ) بغدادٍ وما شبعتْ
ثعالبُ السوء،فالدينارُ معبودُ

(اما الأحبةُ): يُرثى حالهم وجعا
حتى الرواسي بكتهم والجلاميدُ

مابين ارملةٍ راحتْ احبتها
وقد رثتْ حالها ايامها السودُ

وبين شيخٍ صروف الدهر تقتلهُ
تحكي تعاستهُ تلك التجاعيدُ

وبين طفلٍ يلوكُ النارَ في فمهِ
على الشقاءِ وشظفِ العيشِ مولودُ

عمّن أُنبيّكَ والاحزانُ تقتلنا
عن اليتامى ففينا الابُّ مفقودُ

والأمُّ من لوعة الاقدار يؤرقها
-وماغفتْ ليلها- حزنٌ وتسهيدُ

واخوةٌ قُتلوا غدرا بلا سببٍ
مابين لم يحوهِ لحدٌ ومفقودُ

عن الثكالى وكم ناحوا وكم حملوا
من الهمومِ جبالا ايها العيدُ

نمشي على أعينٍ حرّى وتسبقنا
قلوبنا وهي قبل الاعينِ الجودُ

عن العراق وكم ناحتْ أحبتهُ
اذاقهُ الضيمَ كافورٌ وأخشيدُ

قد مزّقوهُ شتاتا آه ياوطنا
تلاقفتهُ الأفاعي والعرابيدُ

وبالحواجزِ سدّوا النورَ في وطني
فالأمنياتُ ووجه الشمسِ مسدودُ

وتلك بغداد ياغيداء امتنا
وكم حسدنَ تراها الخرَدُ الغيدُ

امست تقطّعها الاسلاكُ شائكةً
ويستبيحُ حمى أهلي المناكيدُ

في الكرخِ منها قلوبٌ تصطلي ألما
وفي الرصافةِ أحزانٌ وتنكيدُ

والرافدانِ وكم ذابا هوىً وجوى
فدا العراق،فاهلوهُ المعاميدُ

تعانقا في الهوى العذري والتقيا
في بصرةِ الحبِ شوقا والهوى جودُ

فكانَ عشقهما حبا وتضحيةً
فالماءُ للارض إحياءٌ وتعميدُ

(يادجلة الخير) اينَ الخير في وطني
فاليومُ جرفكِ لا غصنٌ ولا عودُ

ويافراتا نهلنا من شواطئهِ
حبَ العراق،فهو ملء القلب موجودُ

قد كان ماؤكَ رقراقا يسامرنا
مَن كدّرَ الماء اذ تبكي العناقيدُ

حملتُ أوجاعَ أهلي والأسى بدمي
وجئتُ أشكو اليك اليوم ياعيدُ

وليد حسين ... ويبقى الجنوبُ




أتهلك حرثاً ؟
وتقتلُ نسلا ..
هلّمَ ألينا
فتلك البشارةُ تسبقُ عذلا
وأنّ السبايا رهاناتُ
حربٍ
يمرّ عليها الدواعشُ..
أهلا
ويختبأُ الواجفون بكفِّ
رمادٍ
ويذوون صبحاً ..يباغتُ كهلا
أينتصرُ الصبرُ ؟
لمّا استطالَ ..
ليرسِمَ أفقاً بغيمِك
طفلا
سئمنا الحياةَ ..
وكان الرحيلُ بموتك
وصلا ..
وما عمّرَ الأوّلون
بخلدِ اشتهاءٍ
وما تركوهُ بسوحِك ..رَحْلا
كأنّي بنوحٍ
وكيف أقامَ !
وكيف استطاعَ !
وكيف تجلّى !
وأودع في الأرضِ سرَّ
البقاءِ
وأبحرَ في اليمِّ
يسقيَ .. خلّا
يُسيّرُ ركباً بدون بلادٍ
لترسو المدينةُ عندك ..
شملا
فأمسى العناقُ ملاذَ
اشتياقٍ
يحرّكُ وجداً .. يداعبُ كحلا
فقامتْ بلادٌ ..
تفرّقَ عنها البغاةُ
بطوفانَ
يبغون قتلا
فكيف تسرّبَ منذُ انفلاتٍ
وكيف اصطنعتَ !
بفلكِك أهلا
وعيشِك ..
مازال بين الجحورِ
نوايا ..
بنجرانَ تغتالُ فجراً
تكفُّرُ رُسْلا
وتنتظرُ القدسُ وعداً
تخلّف ..
منذُ اصطبارٍ
تُصدقُ مَطلا
كأنّي بها ..
قد علتْها الكلومُ
تهدهدُ جرحاً ..
ليغفوَ ثُكلا
وتشتبكُ الأرضُ عند احترابٍ
وبين احتقانٍ
تفتشُ عنك ..
أيُقصيك ؟ كلّا
وأنت المجرةُ مهما استضاموا
وماكنتَ يوماً ..
تهادنُ جهلا
ويبقى الجنوبُ يمدُّ السباعَ
عزيزاً ..
الى الموتِ ينذرُ شِبلا
ويبقى الجنوبُ ..
سليلَ أُباةٍ
تفرّدَ بالنصرِ عانقَ أصلا
يقوّضُ حلماً لحاخامِ
نجدٍ
ويهتكُ بالشركِ حتّى تولّى
ومهما أشاعوا
بأرضِ السوادِ
أقاموا منابرَ يدعون بغلا
تلاشتْ ..
وربِّك مذ ألفِ عامٍ
جموعٌ ..
وأرسى الألهُ لوعدِك
عَدْلا

علي اسماعيل ... هل بَعدَ رِكَبِ الرَاحلينَ.. رِكابُ




هل بَعدَ رِكَبِ الرَاحلينَ.. رِكابُ
وطني أستُبيحَ ..وعَشعَشَ الاغرابُ

تَشتاقُ دَجْلةَ للفراتِ .. وَمَاؤهُ
عذبٌ نقيٌ سائغٌ صَبْصَابُ

يا أرضَ أجْدادي دِماءُ أَحِبَّتي ...
سُفِكَتْ طَهوراً ...دونَها المِحْرابُ

ما زِلْتَ يا وَطَني ..لِحجّيَ قِبْلَةً
ليتَ الفُؤادَ ..عنْ الهوى توّابُ

ما زلتَ في دَمِنا تؤرِّخُ مَجْدَنا
هَيهاتَ يُنسى مجدُكَ الأوّابُ

عُدْنا إليكَ .. مُقَيّدينَ بِحُبِّنا
نَرجوا الأمانَ ودَمعُنا يَنسابُ

جُثمانُ يُوسفَ قَد رأيتُ بأعيني
يجري دماً .. ويلفُّهُ جِلبابُ

قد هَدَّني دَمعٌ أُكابِر كَتمَهُ
وتَهدُّني في أرضكَ الأسبابُ !

حَتّامَ ياوَطَني سأبقى لاجئاً
فأنا وأَهلي كُلُّنا أغرابُ

إبراهيم القيسي ... إِلَى إرْهَابِيْ




لِماذَا تُفَجِّرُ ؟ مَنْ أرسَلَكْ ؟
وَتَقتُلُ مَنْ لاْ يَرَى مَقتَلَكْ

أُسَائِلُ مِنْ أينَ ؟ مَا الأمْرُ قُلِّيْ ؟
أجِبْ عَنْ سُؤَالِيْ وإنْ أخْجَلَكْ

هَلِ الدِّينُ أفتَاكَ رِفقاً بِعقلِيْ ؟
فَسُحقاً لفتوَاكَ مَا أجهَلَكَ !

لمَاذَا بِتَفْجِيرِ جِسْمٍ لئِيمٍ ؟
قَتلتَ الألُوفَ ... فمَا أنذَلَكْ !

تُحَارِبُ مَنْ يحتفِيْ بالسَّلامِ
وَتَترُكُ مَنْ بِالرَّدَى زَلزَلَكْ

جَنيتَ عَليكَ عَدُوَّ الحَيَاةِ
شَقِيتَ ... فَمنْ ذَا الذيْ ضَلَّلَكَ ؟

أيَا صَيحةً مِنْ صُرَاخِ المَآسِيْ
وَيَا رَجْفَةً خِبْتَ ... مَا أغْفَلَكْ !

قتلتَ ولمْ تدْرِ مَا القتلُ قُلِّيْ
لمَاذَا قَتلتَ ... وَمَنْ خَوَّلَكْ ؟

قتلتَ المَسَاكِينَ فيْ السُّوقِ بَغْياً
قَتلْتَ البَرَاءةَ ... مَا أسفَلَكْ !

تُجاهِدُ بالهَدمِ بَيتَ الإِلهِ
وتَقتلُ مَنْ فِيهِ ... مَنْ حَلَّ لَكْ ؟

جَهُولٌ وفِعلُكَ نَارٌ تَلظَّى
وعقلُكَ كالطِّينِ ... مَنْ خَبَّلَكَ ؟

مُسِختَ فكنتَ زِنادَ الأعَادِيْ
وَغُولاً مُخِيفاً ... فَمَنَ غَوَّلَكْ ؟

فَلا الفِعلُ فِعلَ الرِّجَالِ العَوَالِيْ
ولا الدِّينُ دِينُ الذِيْ جَمَّلَكْ

لبِستَ العِمَامَةَ واجْتَحتَ بَغياً
وَرَكَّبتَ ذِقْنَ الذِيْ أهْبَلَكْ

لمَاذَا عَشِقتَ انْحِرَافَ المُغَالِيْ ؟
وَزُغتَ عَنِ الحَقِّ يَا مَنْ هَلَكْ

أتحسَبُ فِعلَكَ فِعلَ الجِهَادِ
كذَبتَ وخُنتَ ... فمَا أقْتَلَكْ ؟

مَلايِيْنُ قَتلَى العِبادِ ظِماءٌ
تُنَادِيْ إِلهِيْ ... فيَا وَيلَ لَكْ ؟

علَيكَ لعَائِنُ رَبِّ السَّمَاءِ
وَمَوجِ الدِّمَاءِ وَمجْرَى الفَلَكْ

وَكُلِّ اليَتامَى ودَمعِ الأيَامَى
وأشْلاءِ لَحْمِ الورَى والمَلَكْ

سَتعرِفُ يَا مَنْ جَرَى فيْ الضَّلالِ
مَدَى الإثمِ سُحقاً لِمَنْ ضَلَّلَكْ

السبت، 2 يوليو 2016

Hesham Harbi ... دهشة بالنص




ترتاد نبعاً والمساء سيرفع الأبواب
كنتَ تحث دوما رفقةً متشاكسين لتدرك النار التى ستشير حتماً للطريق
وكنتَ تلهثُ والمساء سيغلق الأبواب والصحراء لا تبدى بشاشتها لمفتونٍ
وعند الماء تُختبر المرايا
كنتُ أحمل خاتماً وجدوه ملتصقاً بكفى
ليس يعنى أن من صحبوك فى ليلٍ وكانوا يقذفون حليهم فى الماء
والحراس فوق البئر ينتظرون أن تُلقى تراثك
أن ماء البئر مرهونٌ بكفك خاليا من كل صوتٍ
كان خلفكَ صارخٌ يغويك كى تبقى شريداً خارج الملكوت
لا نبعٌ لديه ولا سبيلٌ كان يعرفه وكنتَ تريد تجربةً اتجاهٍ
أنتَ تبصر وردةً تزوى وقرص الشمس يذبل فى الخرائط
والحدودُ تلعثمتْ فتركتَ عشباً طازجاً يُخفى فروق الوقت
هل ستعاودُ التحديدَ بالوقتِ الذى صنعوه أم بالنص تقرؤه جديداً
أى ماءٍ كان ينبع من أصابعك التى جردتها سيصبُّ دهشته عليك

حيدر خشان ياسين .. أحثُ خطاي




أحثُ خطاي الوالهاتِ فأعبرُ
فتشربُني...والعشقٌ كأسٌ وأنهرُ

ألوحُ كفوفَ الغيم ..أصعدُ نحوها
فآتيك بالحبِ العتيقِ وأصحرُ

الى حيث تيهي آخذا كلَّ خاطري
فيجتازني صبحٌ من الليل مسفرُ

أرشُ صحارى النفسِ وجدا لعلَها
تعاودُ أميالا من الشوق يكبرُ

على طرقاتِ العابرين مدينتي
لقلعةِ أوجاعِ الكوانينِ منبرُ

سلامٌ على تلك المسافاتِ كم مشتْ
عليها حروفي...بالمواعيدِ تسخرُ

وتهزأ بالممنوعِ عن حبِ حيدرٍ
فتشرب أنداءَ الكرامِ وتسكرُ

عليٌ.. وحقلُ الجوعِ صنوانُ في الهدى
يُدسُّ له بخلٌ فيعبقُ عنبرُ !

إذا النومُ يجفو جفنَ روحي أزيدُهُ
من السُهدِ في مغناك تيها فيسهرُ

على كلِّ هاتيك الربوع تشابكتْ
مواجعُ صدرٍ بالأسى تتدثرُ

تضيقُ بقلبِ اللفظِ معنىً وروعةً
تطولُ وكلُّ من حواليك يقصرُ

تُنَقي نقاءاتِ الغمام وكيف لا
وانتَ من الطهرِ المطهرِ أطهرُ

فتأخُذُك الأيامُ زادا لقحطِها
بحنطتِكَ السمراء..في الجدبِ تُنثرُ

ولستُ أجاريه بما أوتي النهى
خيالا..فما في الروحِ للنجمِ معبرُ

فأكبرُ من هذي السطور مدادُها
وأنتَ من السِفرِ المُدَوَنِ أكبرُ

أيا دمعَ أيتامِ العراقِ وحزنَه
متى ليلُنا الداجي بوجهِك يُقمِرُ?

فكم أوغلَ الطاغون حقدا بصبحِنا
وكم بِيعَ حرٌ ..إذ تفرعنَ منكرُ؟

علي..وفي دنياك دنيا متاهةٍ
إذا بان ظلمٌ رحتَ بالحقِ تهدرُ

علي..وهل يشدوك نغمٌ بمهجتي
إذا صاحَ نايُ الحربِ واصطكَ عسكرُ ؟

تظل سماحا رغمَ كونٍ من البلا
ويَفنى من الذكرى حقيرٌ وأحقرُ

مرتضى علي التميمي ... احجية الزمان




يا لأحجيّةِ الزمان العجيبِ
والتعاويذ والأسى المكتوبِ

والبلاد التي أضاعت بنيها
و ترامت على فُتاتِ الغريبِ

يا لـ ( مِنِّيّةِ ) الحياة علينا
حيث أغرت شهيقنا بالنحيبِ

يتسلّى الضياعُ حين يرانا
نستسيغ الخُطى ببؤسِ الدروبِ

جالساً حظّنا أراه يغنّي
للمساكين أغنياتِ الكروبِ

و على عرشِهِ الجياعُ تنامتْ
كالعراجينِ أغرقت بالثقوبِ

من خدودِ الوجودِ نسقطُ دمعاً
عاشَ موتين وانبرى للهروبِ

حيثُ قبرٌ خلف المجرّاتِ يدري
أننا دمعةٌ بعينِ الغروبِ

عاث فيها الرصاص مذ كان فحماً
و سقاها الردى كؤوسَ الحروبِ

أمين العالي ... حاولت لكن




حَاوَلْتُ
أَنْ أَغْفُو عَلَى صَفَحَاتِكْ
وَتَغُوصُ أَحْلامِي بِكُنْهِ صِفَاتِكْ

وَأَرَاكِ
فَيْضَ الأمُنِياتِ بِمَخْدَعِي
وَأَجُولُ بَينَ الزَّهْرِ فِي خَلَجَاتِكْ

حَاوَلْتُ
أَنْ أَجِدَ السّحَابَ ثِقَالَهَا
فَوْقَ الْغَرَامِ أَسِيحُ فِي طَبَقَاتِكْ

وَأَمُدَّ
كَفِّي كَي أَنَالَ مِنَ الْهَوَى
فَيَتِيهُ إِثْمِي نَاهِلا سَكَرَاتِكْ

حَاوَلْتُ
أَنْ أَرْقَى َسمَاكِ تَجَلِّيًا
مِنْ رِمْشِكِ الْمَيَّالِ مِنْ نَظَرَاتِكْ

وَأَبِيتُ
فِي كَهْفِ الثُّغُورِ مُصَلِّيًا
لَيْلَي فَجُلُّ النَّفْلِ فِي بَسَمَاتِكْ

حَاوَلْتُ
أَنْ أَبْنِي التَّجَاهُلَ عِصْمَةً
مُتَجَاوُزًا حَرََّ الظَّمَا بِفُرَاتِكْ

وَتَقُومُ
أَشْرِعَةُ الْوَفَاءِ جَمِيلَةً
بَيْضَاءَ يَرْفَعُهَا شَفِيفُ كُمَاتِكْ

حَاوَلْتُ
دُونَ الْهَجْرِ مِلْءَ عَواطِفِي
فَغَفَى الْوِصَالُ مُسَجِّيًا سُبُحَاتِكْ

حُبَّاهُ
هَذِي بَسْمَتِي رَغْمَ الأَسَى
فَاسْعَيْ بَعِيدًا وَاكْتَفِي بِحَصَاتِكْ

نَاطَحْتُ
كِبْرَكِ كَيْ أَكُونَ مُوَفَّقًا
فَأُرِيقَ حُبِّي شَاهِدًا لِوَفَاتِكْ

Nizar Annadawi ... يوما ما




عندما يحترق الوطن داخلك
ويتحول إلى دخان
ويتفسخ الحلم وينتهي إلى رماد
فهذا يعني
أنك ستحول – يوماً ما -
إلى مجرّد ظلّ على جدارية صامتة رمادية الألوان ..

Wafa Abdelghafour .... أُكوِّنُ نفسي




مِثلَ عائلةٍ صغيرة ..
أُكوِّنُ نفسي : زوَّجتُني زوجتي الأنا
وأنجبتُني .
أُربّي النوافذَ وطلاءَ الجُدران وعتبةَ البيت
وأُعِدُّ نفسي بِكُلِّ أُنوثتِها ، لأجلِ ساعةٍ ينامُ الليلُ فيها كذئبٍ صغير
أقطِفُ الشموعَ كَسيقانِ البامبو، أُرتِّبُ انقضاءَ الهواءِ
واسطوانات الموسيقى الكلاسيكية
كي أعودَ مِنَ العملِ وأحتضِنني ..
وأُطعمَ أطفالي ما أُبقيهِ مِن أمنياتٍ
تركتُها على طاولةِ رَجُلٍ وحيد ، لا يعرفُ كيفَ يصنعُ أُسرةً مِن
انفصاماتهِ مِثلي ..

كي أشعرَ بالغبطةِ !

عمر النبيل ... أغنية غريق قادم






سيرحلُ آخر الأحباب مِنّا
ونبقى دمعةً في بالِ ذكرى


وترفُضُنا المنافي ,
نحنُ ماءٌ ,
وتلكَ الأرضُ قد تحتاجُ شِمْرا

فتشربُنا البحارُ ,
ولا رصيفٌ يصُبُّ بهذهِ الأعْمارِ عُمْرا

ولا غوثٌ ,
وهذا الموتُ فينا
على صمتٍ أباحَ الموت جَهْرا

فتنْسَكِبُ الدموعُ على مياهٍ
وبرزخُ ملحها يقتادُ نهْرا

وغرْقانا اللذينَ بلا هواءٍ
أيا صدراً أتُعْطِي الماءَ عُذْرا ؟؟

يقولُ الموجُ للغرقى القُدامى
سيأتي آخرُ الأهلين ,
صَبْرا

سَيُعطيْ المركِبُ البحريُّ وعداً
وتشربُهُم كؤوسُ الموجِ خمْرا

ويُلقيهم على موتٍ أُسارى
فَتَعْشَبُ هذه الأعماق أسْرى

تقولُ البنْتُ :
يا أُماهُ موتٌ !
وعُمْرُ ضفيرتي ما زالَ شِبْرا

فتحتَضِنُ ( العروسةَ ) في ذراعٍ
وأُخرى تحفرُ الأمواج قبْرا

يُهَدْهِدُنا الظلام
على يقينٍ بأنا لن نرى للنورِ فجْرا

ويجْرُفُنا التساؤل
يا عراقاً دخلنا سِجْنهُ مذ كان حُرّا

أمِنْ عدلٍ يخوضُ الموجُ فينا
ولم يُذكر لـ ( نوح ) الماء خِبْرا

فإن نبقى ,
كمَنْ في راحتيهِ سيقبضُ كل ما في الدينِ
جمْرا

حسن الخميسي .. أنثى القصيدة




القصيدةُ في معراجهانحو طوق السماء
يحقُ لها أن تمطي منك أحرفها
وصهوة ذاك البراق
يحقُ لها أن تداعبَ كل المجرات
تمضي تراقصُ كل الكواكب
تغني لكل النجوم
لها قاب قوسين عود انشراح
يدندن في الصمتِ عبر المدى
ويشعل في الروح كل التفاصيل نحو الحياة
القصيدة
اذا ما أرادت تخطي غيوم الشتاء
تناثر منها رذاذُ السحر
وذابت كبلورةِ الثلجِ في معطفِ السيدات
وعند الصقيعِ
تلظت ولاذت بكلِ الضلوعِ
إذا ما اشتهى النوم عينيك عند المساء
تمطت , ومدت , على الشوك ذاك الرداء
ونادتك أحضانها للمنام
وفي لجةٍ من سبات
أطلت كشيخٍ توشح بالضوءِ عند القمر
وفي كفهِ ابتسامات حظك وضحكات فنجانها
ورائحةُ العود ترقصُ منها احتراقاًعلى الجمرِ تشعلُ كل القوافي وعطر الكلام
يقولون أن القصيدة أنثى
لها مالا سواها من المعجزاتِ
يغارُ الربيعُ تغنجها
وابتساماتها في شرفةِ البحرِ
عند امتداد الشفق
وتحمر وجنات شمس الغروب
لها في الجمالِ احتشامٌ
يذيبُ قلوبَ العذارى
وإن طالهُ اللحن منها
تراها مع الريح تهفو اشتياقاً
تراقصُ ذالكَ النسيم
دعوها فإن القصيدة َ أنثى
ولكن !!
لها مالا يجيئ سواها من المعجزات .

محمد سفيان ... اختناقات الضمير




مؤسِفٌ؟ لا ؛ فلستُ آسَى و آسَفْ
راحَ سُخْفًا، أوْ عادَ أَدْهى وأسْخَفْ!
.
ماالذي قدْ يُثِيرُ في الرَّمْلِ حِسًّا
كُلُّ جَوْفٍ خَلا مِن الحُبِّ أجْوَفْ
.
أَلِفَ الزَّيْفُ حَرْثَهُ في نُفُوسٍ
فهْيَ تنمو مِنْ زائفٍ نَحْوَ أزْيَفْ
.
الـغَـراباتُ لَمْ تَعُدْ ذاتَ شَــأنٍ
صِرْنَ كالْمَوتِ باردَ الوَجْهِ والْكَفْ!
.
لَمْ يَعُدْ كَسْفُهاالأماني مَريرًا
وعجيبٌ إنْ لَمْ يكنْ غَيْرَ أَكَسَفْ !
.
.ماالليالي سِوَى فُصُولٍ حبالى
نَسْلُها مِنْ نِكاحِ قُبْحٍ مُكَثَّفْْ !
.
أَيُّ لُطْفٍ يُرْجَى بضَوءٍ زَنٍيمٍ
رَفَضَ الصُّبْحُ أُمَّهُ ، وَ تَعَفَّفْ ؟!
.
لا تَسَلْ ماالذي سَيَأتي عَنِيفًا
قدْ أَتَى ، والجِراحُ أعْتَى وأعْنَفْ
.
ليسَ في نَغْمةِ التَّـفـاؤلِ خَيْرٌ
طالما الشَّـــرُّ بَيْننا بَـعْـدُ مـا جَــفّْ
.
طالما شـوقُـها الأمــاني نَـزيفًـا
كُـلَّــمـا رامَ بُـرْأَهُ ارْتَــدَّ أَنْــزَفْ
.
ماالذي بَعْدُ في جِرابِ الليالي؟
كُلُّ آتٍ آَتَـى مِن العَصْفِ أعْصَفٔ
.
كانَ لـلْـمَـوتِ دهْـشةٌ ، ثُـمَّ وَلَّـتْ
وَهُوَ اليَـومَ كالْجِـراحـاتِ يُـؤْلَـفْ!


حَـسْـبُـنـاالـلـهُ -كُلَّ يَـوْمٍ -صـــلاةٌ
وَعَـويـلُ الـبَـلاءِ مازالَ يَـرْعَـفْ!
.
أَتَـعَـزَّى بِمُـهْـجَةِ الـشِّــعْـرِ ؛ أَكْـبُـو
وأُغَـنِّـي؛ ما خَـفَّ قَـهْـرٌ ، ولا كَـفْ
.
كُـلُّـها الأرضُ والجِهَاتُ مَـنَافِي
والشٍّـتاءاتُ مِـلْءَ جَنْبَـيْـكَ تَصْطَفْ
.
أينَ تَـمْـضِـي؟ هُـنا.. هُنـالِكَ قَبْـرٌ
حَـوْلَ أغْـصانِكَ البريـئاتِ يَـلْـتَـفْ
.
أينَ تـغْـفُـو؟ سَـريرُكَ الْـهَـمُّ صَـاحٍ
كُـلّـما رُمْـتَ هَـدْأَةً مِـنـهُ زَفْـزَفْ
.
سوفَ تَـرُسُـو خُـطَاكَ ذاتَ رَجَـاءٍ
رُبَّ وَمْـضٍ أَجْدَى، ولَوْ كانَ أَعْجَفْ !

جميل داري ... الجواهري





أتعرفُ شيئاً عن حياةِ الجواهري
لقد كانَ طفلاً في ملابسِ شاعرِ

بلا وطنٍ.. منفاهُ كانَ قصيدةً
وأنثاهُ شمسٌ في صميمِ المشاعرِ

له في مجالِ الحبِّ كأسٌ وسكرةٌ
وفي اللجَّةِ الهوجاءِ ثورةُ ثائرِ

فما نامَ إلا والعراقُ بقلبهِ
وما قامَ إلا كانَ خيرَ مغامرِ

هو الشعرُ في أعماقهِ نبضُ عبقرٍ
وفي صوتهِ قد لمَّ كلَّ العباقرِ

وأعجبُ ممَّن لم يذقْ من نجومِهِ
وأعجبُ ممَّنْ في السَّما لم يسافرِ

وذاكَ لأنَّ الشِّعرَ يلمعُ في الدُّجى 
ويسرحُ فيما بينَ نجمٍ وآخرِ

لقد سألوني أيُّ شعرٍ وشاعرٍ
تحبُّ فكانَ الردُّ :حبِّي الجواهري

مها الحاج حسن ... عيناكَ دجلةُ والفرات





عيناكَ دجلةُ والفراتُ،لِمَ الأسى؟
والماءُ في مُؤْقيهما عذبٌ شَفيفْ 

يروي الفيافي الظامئاتِ مع المدى
حُبَّاً تقاذَفَهُ الخريف مع الخريفْ 

مجرىً خرافيُّ المسارِ بلا مسارْ
ينسابُ مثلَ حقيقيةٍ تخشى انحناءاتِ الْمَدارْ
ليعودَ مثلَ نهايةٍ حَمْقى ويبدأَ من جديدْ
مجرىً خرافيُّ المسارِ إذا الْتَوى.. 
حطَّ المساءُ على الضّفافِ 
مُهَدْهَدا
وكأنه سيزيف يحمل صخرتين من الدجى؛
قلقاً بأعباءِ الَّنهار
..
عيناكَ دجلةُ والفراتُ بلا ضفافٍ حالماتْ
شطآنُها تغري الجميلةَ أن تنامَ بلا سُبَات
أن تستفيءَ بظلّ شمسٍ لا تزول..
رغمَ الوعودِ بلا أملْ
رغمَ العيونِ بلا مُقَل
رغم الدُّموعِ بلا قُبَلْ
رغماً عن الزّمنِ الذي يروي حكاياتِ الأزَلْ
..
مآ كلُّ هذا الحزن في عيْنَيكَ يستبقُ الهطولْ
وكأنَّ شمسَ العمرِ يوماً ما أتَتْ إلَّا لتغييرِ الفصولْ
نورٌ تشبَّثَ في سواد الليلِ في عينيكَ يمنحني الوجودْ
هذي المجاذيفُ التي خبأتُها يوماً مَضَى..
فيها سأبحرُ نحوَ أمداءِ الأُفول

الشاعر: جعفر حيدر ... أبو الفرات





في رثاء الشاعر العراقي: محمد مهدي الجواهري
ألقيت في أربعينيته / في براغ
****

أبو الفرات

أين العراق ؟ وأين أهلُ الدارِ ؟
السَّابقون مواكبَ الأقمارِ

قُبَلٌ على شفةِ الخلودِ ...
وهذه بغدادُ ...
والنَّجفُ الشَّريفُ مزاري

ما للرّصافةِ ؟
والمَها؟
وعيونُها ... بالدَّمعِ تَشْرَقُ
بالدَمِ المِدْرارِ

أين الجواهريُّ
يصدحُ شعرُهُ
ويعيدُ فينا ... لحظةَ استذكارِ

***

من بابلٍ !!!
كانتْ بدايةُ رِحلتي
ولشهرزادٍ !!!
قد مضتْ أسفاري

أُرخي على الأفلاكِ حزنَ قصائدي
فتضوعُ أحزاني على سمّاري

وأبو الفراتِ يُطِلُّ من أبياتهِ
بحراً من الأشعارِ ....
دون قرارِ

فإذا تلا شِعراً ...
تَنَصَّتْ صامتاً ...
خَشِعاً ..
لما يُتلى من الأشعارِ

بسموِّها مجدُ الحياةِ !!
وسحرُها : ما تفعلُ الألحانُ بالأوتارِ

اليوم ضاعت شهرزادي من يدي
وفقدْتُ بابلَ ..
وانتهتْ أسْفاري

اليوم !!
لا هارونُ عادَ يهمُّني
وزبيدةٌ ... صارتْ بلا تذكارِ

وأبو نؤاسٍ بالقصيدةِ جاءَني
يحنو عليَّ ...
بخمرةٍ وجرارِ

الرّافدانِ : أبو الفراتِ وشِعرُهُ
لا الرافدانِ : الماءُ في الأنهارِ

***

أنا من شــــــآم !!
ألَسْـــتَ تذكرُ من أنا؟
أنا قاسيونُ ....
منارةُ الإكـــــبار !!

أنا غوطـــةٌ ....
أنا ربوةٌ ...
بردى أنا ...
ومنابع التاريــخ من آباري

أنا ما حملْتُ الحِقدَ يوماً في دمي
مهما تَكاثرَ في الدُّجى زُوّاري

الكاذبونَ على الطَّريقِ تركتُهُمْ
يتلهَّفونَ ... ليلحَقوا بِغُباري

من ضِفَّـتين جميلتينِ لدجلةٍ
نشأ الهوى ...
كتنفــُّسِ الأشــجارِ

وبحورتين على الفراتِ اهتزّتا
جاءَ الرَّبيع ...
كعاشقِ الأطيارِ

***

يا شامُ ...
ذاك أبو الفراتِ مخلّدٌ ..
رغمَ الرَّحيلِِ مخلَّدٌ في الدّارِ

أنا عاشقٌ ....
رغمَ المآسي عاشقٌ
مالي خيارٌ ..
أنتِ كلُّ خِياري

إنّي عشقتُك وابتدأتُ قضيَّتي
ورسمْتُ باسْمكِ مَولدي ... ومَساري

لا يَكذبُ الحرفُ الجَميلُ ... لأنَّه
يرِث النبوّة من دمِ الشّعارِ

هذي الزّواريب الّتي لمْلمتها
أزرارَ وردٍ ...
في مدى أزرارِ

والجسرُ
والمقهى الجميلُ
وشلّةٌ ...
عَرَجَتْ بأغنيةٍ على خَمّارِ

وصبيَّةٌ ... بفِرائِها ملفوفَةٌ
تُخفي كنائزَها
عن النُّظـّارِ

يتحَدَّثون عن القصائدِ كلُّهُم
ويسرُّ جارٌ في الطَّريقِ ...
لجارِ

***

في براغ كانَ لقاؤنا يا سيّدي
في غربةٍ ...
اقسى من الأقدارِ

لوْ لمْ ندِفها باصطِبار علقمٍ
أكَلَتْ جوانِحَنا بلا أعذارِ

ببساطةِ الغرباءِ ... كان حديثُنا
عذباً .. كبوحِ النـَّايِ للقيثارِ

الحرفُ لَمْلَمَنا على أحزانِنا
نشدو به .. في خاطرِ الأسْحارِ

العبقريَّة...
والمحبَّةُ ..
والهُدى
ودمُ النِّضالِ
وبيرقُ الثّوّارِ

والفكرُ ...
والشّمسُ الطّليقة
والمنى !!
للحرِّ
لا للمعتدي الجَبّار

العيشُ .... أن تحيا بكلّ قصيدةٍ
والموت !!
أنْ تحيا بلا أشعارِ

أعمارُنا موصولةٌ بخلودِنا...
لا يُحْصَرُ الأحرارُ بالأعمارِ

***

يا شيخُ...
إنّ الشعرَ يركضُ لاهثا
في زحمةِ التـَّجديف والإبحارِ

قد ضيّع اللـُّغةَ الـّتي أغنيتَها
مُدِّ المريضَ بجرعةٍ وعقارِ

ما للغموضِ يكادُ يأكلُ شِعرَنا
والشّمسُ ضاعتْ في بطونِ النـّار

هل حَرفُهُ هو حرفُنا يا سيِّدي ؟؟؟
إني أتوهُ بلهفةِ المُحْتارِ

مستَشْعِرونَ على الطـّريقِ تكاثروا
كتكاثُرِ الحكَّام في الأقطارِ

وتناسلوا كالمطربين بلا هدىً
وتوالدوا كتوالدِ الصّرصارِ

حتى كأنَّهُمُ لكلِّ مواطِنٍ :
مسْتَشْعِرٌ ومُطَرِّبٌ وجواري

***

أأبا الفراتِ...
وقد عرَفتُك عِندنا
في براغ !!
ملحمةً من الإصرارِ

كنّا معا
ونعيشُ في قلبي معاً
فتعالَ وافرشْ للمحبـّةِ داري

كانَ الفراقُ
وكانَ ما لا نبتغي
أقسى من التـّابوتِ والمسمار

أهلوكَ أهلي
والمحبـّةُ أمّنا
وفراقُنا قـَدَرٌ من الأقْدار

للعبقريَّةِ غربةٌ في أهلِها
من حاسدٍ لبقٍ ومن ثرثار

***

يا حاملَ التِّسعين ...
في قسماتِهِ
أنفُ الشُّموخِ ...
ولفتَةُ استكبارِ

جسدٌ ... يعذّبُهُ الطُّموحُ
وروحُه .... روحُ الشَّبابِ
وقوَّةِ المِغوار

جازَ المدى بفؤادِهِ متألِّقا
وأتى الحقيقةَ موكباً من غارِ

لم يُثنِهِ ثِقلُ السِّنينِ عنِ الهوى
ولَكَمْ يضيقُ بما أُريدُ مداري

يا قادماً ...
أسطورةً من بابلٍ
وصلتْ أوابدُها إلى عشتار

قَضَتِ الحياةُ بأنْ تظلَّ مدوّيا
رغمَ الفراقِ ...
كدفقَةِ الإعصارِ

هيهاتَ يتَّسِعُ التُّرابُ لشاعرٍ
ملأ الفضاءَ بشعرهِ المُختارِ

***

أينَ العراقُ ؟؟؟
وأينَ أهلُ الدَّارِ
السّابقونَ ملاعبَ الأقْمار

أينَ العراقُ ؟؟
وما السُّؤالُ سوى دمي
ما بين كردستانَ والأهوارِ

أنا عاتبٌ يا دجلتي ..
أنا عاتبٌ
لا تُنكري صُبحي ...
وضوءَ نهاري

لا تُنكري وجعي
ولا تَستنكري ألمي
ولا تَستغربي استنكاري

جرحُ الحسين
دمُ الصليب
مواجعي
وحريقُ جانْ داركٍ
يعيشُ بداري

والشِّعرُ أخلدُ من جنائنِ بابلٍ
وأَحَقُّ بالتّخليدِ من ذي قارِ

***

( الموت معجزة ) !!!
أليس رفيقَنا
أوليس آخرَ بيدرِ الأعمار

أوليس ظلاًّ للحياةِ مماثلا
أوليس أطولَ لحظةَ استقرار

لولا المماتُ لما تألَّقَ سيِّدٌ
لتساوتِ الفجَّارُ بالأخيار

لولاه ما أتَتِ الفصولُ جميلةً
ولماتَ كانونٌ على آذارِ

لولاه ما جاءتْ دياناتُ السَّما
ولمات ظلُّ الواحد القهَّارِ

ولقوِّض الإنسان من أركانه
ولأصبح التّاريخ دون شعارِ

لولاه ما عُرفَ الخلودُ لشاعرٍ
كأبي الفراتِ وسيِِّدِ الأشعارِ

فاهنأ !!
فقد أبدعْتَ في عمرٍ مضى
ولك الخلودُ بآخرِ المشوارِ

محمد الجرادي ... انشطار..





كنت_ أقوى على دحر ليل جهاتي..
وأقوى على وحشتي وذهولي على رمل
ريح الشمال.
و أقوى علي أنا:
وتر" ناحل" في الأغاني
وذاكرة" تحتمي بالتذكر
أمضي الى ما مضى
وأتوج بالوهم عرش سقوطي.
وأعلن أني اعتليت'
اعتليت'
ولاشيئ يعلو سقوطي !
إذن ،
كيف لي ألج اللحظة المشتهاة،
وأوغل بي في مدى ضوء عينيك_
محتفيا بانشطاري..
أعب' نهار النهار الذي كنته'ذات نهر على
صفحة القلب..
يهتف بي.
وغبار" يحث خطى رمل ليل جهاتي
ويشعلني في مهب الهباء.


بلا راية..
كي أصد الصدى،
وأهش - إذا لم يكن - أرقي في عيون البلاد التي
جف نبع توهجها في الضمائر
أو قلقي في انتظار الذي لا يجيء..
وقد لا يجيء!

محمد المجلاد الدهامشة ... كما قالها ... منذ أعوام :




غريب أمر هذا القلب ...
لو تدري ..
بنى مدنا من الأحزان ...
في صدري ..

وأرخى ملء عين الدهر
أحلاما ..
ممزقة ..
وغاب الكوكب الدري ..

هنا كنا ... نرجي العمر ... آمالا ..
أتذكرها ؟؟
كنفح العطر كالزهر ...

غريب أمر هذا القلب .. لو تدري ...
به أمم من الآلام ...
والقهر ...

به أثر لمن مروا ......
كأغنية ...
تجر لحونها ... الثكلى مدى العمر ..

وتسري ... في فم الدنيا ..
فأسمعها ..
وأمسح دمعها المنساب ..
كالشعر ..

هنا مروا .. خيالات .. من الذكرى ..
من الأيام .....
والأحلام و الدهر ...

تعبنا .. نورد الأحلام .. نبعثها ..
وتذبل في أجاج العمر ..
كالزهر ..

تعبنا .. نرتجي عطفا .. ومغفرة ..
ونزف جراحنا ...
لفح .. من الجمر ...

فؤاد الصناعي ... من خانه الصبر




مــن خـانـه الـصبـر والأيــام تـنـفيه
                    يـموت مـن غـصةٍ في القلب تكويه

آهٍ عـلى مـن جفاه الحظ وانصرفت
                    عـنه الـنفوس وباعت واشترت فيه

إن عـاش يـلقى المآسى فيه ساكنة
                     وإن أتى الموت من ذا سوف يبكيه

جميلة سلامة .. جود الزمان ... شاعرة




لا تنظري شزرا من الشباك
طارت عصافير المدى إلاك

أسجينة القلب المعذب بالأسى
لن يفهم الغادون ما أبكاك

لن يدركوا ما سر أشعار الجوى
وجنون رفضك ،،وانتحاء بهاك

غني ،،بكل التوق للنور الذي
منعوه ،،واشتاقت له عيناك

كلمى.. جراحك لا تنام فأوبي
ولترسمي وطنا ...بغير شباك

ودعي يمام الروح يرحل عاليا
يمضي إلى زمن بغير بواك

هذا مساء الشدو ،،فلتترنمي
وهبي الحياة ،،قصيدة لتراك

الجمعة، 1 يوليو 2016

جعفر الخطاط .. فجر الشعر




مُذْ لاحَ فَجرُ الشِعْرِ بينَ سطوري
صَارَ العِراقُ قَصيدتي وَ شعوري

وَ نَذَرتُ شِعْري لِلعِراق و تُرْبِـهِ
للنَخـلِ و الأهــوَارِ وَ النَــاعورِ

وَ حَفظتَهُ كالعَهدِ بينَ حَقيبَتي
وَ رَسمتهُ في الّلوحِ بالطَبْشــورِ

مَا كُنْتُ أقرأ في دروسِ تَعَلّمي
إلّا العراقَ ب ( دارِهَا ) أو ( دورِ )

فَالدَارُ أهلي مِنْ شَمالِ خَريطَتي
حَتّى الجَنــوبِ وَ هَيبةِ التَنّــورِ

وَ الدورُ تعني خُبزَتي وَ هُويّتي
وَ الأصلَ و الأنسابََ بَينَ جذوري

حتّى كَبرْتُ وَ صِرتُ أحْملُ في يَدي
فَوقَ السواتِرِ رَايَتــي وَ نذوري

أوصيتُ أهْلــي لو تَحِلّ شَهَادَتـي
وَ تفوحُ بَينَ ثَرَى العِراقِ عطوري

أن يَكتبوا إسمَ العِراقِ بِجَبهَتي
وَ يكونُ مِنْ هَذا الثَرى كافوري

غادة البدوي ... هروب




هربت من الهموم .. فلاحقتني
                  ركضت أمامها ركض الجبان

لها البسمات أهديها جزافا
                  ومرُّ العــــــيش .. باد للعيان


غدوت الظهر محنيا ككهل
                 وأثلج ســـالفي قـــــبل الأوان

كأن اليأس سواني مسنا
                 تمــر عليه أطـــــراف المران

Rima Alhayalee ... تبا للحياة






كنت أوزع الفرح وأنسى حصتي ....
تبا للحياة كم تخذلنا ..مرات ومرات ..
لنا فيها تجارب ولانملك الزورق ..
الارض تصبح ضيقة ...
ان غاب الحنين للحبيب ..للصديق ..
لا عناقيد على دالية واحدة ...
ثملة أنا بالآه ..فهي قطرة ضوء باهرة _

الشاعر الكبير كنعان الموسوي ... القصيدة البابلية





تذكَّـــرتُ أيـــامَ الصــبابةِ والوجــــدِ
              فسالت دموعُ العشقِ في لوعةِ السهدِ

ولليــــلِ تــــوقٌ بالفــــؤادِ يذيبــــني
               غَرامَـــاً فأهــمى بالدِّماءِ على الخَــدِّ

أُعـــتِّقُ دمعــي في الفــراقِ قصيدةً
             تموتُ ولم تدرِ الكؤوسُ عرى قصدي

على إنَّ صبري في الفراقِ لـ رحلةٌ
               الى الالمِ المكبوتِ في الهجـرِ والبعدِ

قدِ أحترقت دون الوصالِ أضــالعي
              وفاءً برغـــمِ الناكثــينَ بها عهـــدي

فـ لستُ الذي خــانَ العهــودَ مُغـــيراً
              ولا انا بالمرتابِ في نبــذها وعــدي

ولا بالـذي ينـــسى الحبــــيبةَ لـــيلةً
             اذا ما نســـت اشواقـــــها ليلةً بعدي

جُنــــنتُ بحـــــبِّ البابلـــــيةِ إنهــــا
             تملَّكــــتِ الأمكــــانَ في عالمِ الفقــدِ

وذابتْ بأوهـــــامِ المشـــاعرِ قصَّــةً
            أعيـــشُ بها الأهواءَ في جنّةِ الخُــلدِ

ســلامٌ على انهــــارِ بابلَ من فــتى
             يعــــيشُ افتقــــادَ البابليـــــةِ في نكدِ

ويغـــرقُ بالآهـــــاتِ في كـــلِّ ليلةٍ
              ويصحوا على نارِ الصبابةِ في وقـدِ

تَعشقــــتُها حــــتَّى ألفـــتُ ديـــارَها
               ربيعـــــــاً يغني للنســــائمِ والــوردِ

وَهمتُ شــَـريداً في الفـَــلاةِ متيّمـــا
              أعيشُ صباباتِ الهوى مفرداَ وحدي

صالح شايف حزام ... الأُخــلاقُ…




إذا كـانـت الأخــلاق مـأوى لـنظمنا ،.،
فـماذا عـسى عن حسنها سوف أكتبُ؟.

هي النورُ والإشراقُ والحبُّ والرضى ،.،
هي البِشْرُ ،يسمو السحرُ فيها ويعجَبُ .

وخـيرٌ مـن الأمـوال إن ظلَّ شدوها ،.،
وأقـوى مـن الأسـيافِ ، طـبٌّ مـجرَّبُ .

هي البلسم الشافي على الجرح كلما ،.،
أحــسَّ لـهـا بَـرْداً ، سـيبرا ويَـطربُ .

مـتى أقـفرتْ أرضٌ ونـاءت بـحملها ،.،
وإن أثـمرتْ ورداً بـها الـعطر مُـجدبُ .

فـكم هـدَّتِ الأخـلاقُ إن ساءَ صرفُها ،.،
وكـم تـبتني مـجداً لـها الـفخرُ يُنسبُ .
..
لـها الفضلُ في تأسيس ملكاً معظماً ،.،
ومـاالـعدلُ إلا الـتـاجُ فـيـها مُـذهَّبُ .

وهــل ديـنـنا إلا إذا رُمــتَ كـنـههُ ،.،
مـجـامـيعُ أخــلاقٍ رعـاهـا الـمُـحبَبُ .

عـلـيه صــلاة الله فـي كـل نـسمةٍ ،.،
بــه كـانـت الأخــلاق شـمساً تَـلهَّبُ .

وكـان الـضمينُ الـبَرُّ ،في جنة العُلا ،.،
لـمـن يُـحـسن الأخـلاقَ داراً ويـقربُ .

فـكُـنَّا مـفـاتيحَ الـقـلوبِ وشـوقـها ،.،
ومـن قـبل أن تُـؤتى حُـصونٌ وتُضربُ .

مـلـكنا بـسـاط الأرضِ حـبـاً ورغـبةً ،.،
فــلـمـا تـولـيـنـا تــولـت تَـحـجَّـبُ .

فـيـا أيـهـا الأحـبـاب فـيها جـراحنا ،.،
وَفِيـــها دواءٌ أحمَــــــديٌ مُـــجَـرَّبُ .

Omar Sabah ... كان يا ما كان




كنّا على حبِّنا نخشى ، فنكتُمُه
وحين نشتاقُ، لا نحكيهِ ، نرسمُه

قلبينِ ،بينهما سهمٌ ونزفُ دمٍ
مَنْ كانَ أوفى ، سيجري أنهراً دمُهُ

وكانَ مِنْ جارِنا طفلٌ ، يُساومنا
على الرَّسائلِ بالحلوى، ونكرِمُهُ

كانت شقيقتُكِ الصغرى، أمينتنَا
إذ نلتقي , عندَ قفلِ البابِ تُحْكِمُهُ

وحيُّيكم كعبتي ، سبعاً أطوفُ بهِ
زلفى لعينيكِ، حتّى كنتُ أخدمُهُ

أموتُ ، لو أنَّ ضيفاً زارَكُم رجلاً
مِنْ غَيرتي و جنوني ،كِدتُ أعدمُهُ

وإنْ رأيتُكِ مِن غيرِ الحجابِ , فيا
ويلاً لأهلكِ ، حتى الجدُّ، أشتمُهُ

فتُطفئِينَ خصامي ، لنْ أكرِّرَهَا
سامِحْ ، وما ليسَ ترضاهُ ،أُحرِّمُهُ

مزّقتُ كلَّ ثيابِ الأمسِ ، نادمة ً
فالهجرُ يقتل قلبي ، أنتَ تعلمُهُ

لا بابَ ،لا سوقَ ،إنْ أخرجْ فقلْ كذبَت
عهداً عليَّ ، الى موتي سأُبْرِمُهُ

فننتهي قُبلةً ، ما كانَ أصدقَنا
في الحبِّ أجملَ عصرٍ ، كانَ أقدمُهُ

الشاعر القدير جوزيف موسى ايليا ... لا ينام الشِّعر ... !!



لا ينامُ الشِّعرُ .. لا ..يا صاحِبِيْ
                   إنّهُ .. الصّاحيْ ..كقلبِ الرّاهبِ

يملأُ .. الكونَ صراخاً ... صوتُهُ
                  كرعودٍ ... في فضاءٍ ...غاضِبِ

هاتفاً : إنّي .. على أعناقِ ..مَنٔ
                   لوَّثوا الدّنيا ... كسيفٍ .. لاهبِ

إنّهُ الشِّعرُ ... على النّارِ .. مشى
                   واثقاً .... لا ينحني ... للغاصبِ

لا .. ولن يُسبى جبيني .. قالَها
                    في جنونِ الموجِ أرميْ قاربي

أتحدّى ... كلَّ أنيابِ ... الرّدى
                   بحياةٍ ..... يبتغيها .... شاربي

كلُّ جبّارٍ .. عنيدٍ ..... قد هوى
                   وأنا ... أبقى ... كنورٍ ... ثاقبِ

إنّني الشِّعرُ وهذا اسميْ ..بهِ
                     للرّؤى أمشي .. بخطوٍ واثبِ

هدفيْ الدّنيا .... سأبنيها فماً
                     يملأُ .. السّمْعَ .. بلفظٍ صائبِ

يتسامى .. بوحُهُ .. في عالَمٍ
                     فوقَ خيلٍ مِنْ سوادٍ .. راكبِ

ملّتِ الدّنيا كلاماً .... قد رمى
                     حُسْنَها .. في بئرِ لغوٍ شاحبِ

لغتيْ المعنى هدىً ..... أنثرُهُ
                     في طريقِ المُتهاويْ الخائبِ

أنا أنمو .... بغنائيْ ..... دائماً
                   فمتى بيْ سوفَ يشدو طالبي؟

يحيى الحمادي ... صــــــــــــائِمُ الدَّهر




وتَقُولُ لِي بِدَلَالِهَا المُغْرِي:
_ مِن أَينَ أَنتَ؟!
ولَيتَنِي أَدري
.
_ مِن أَينَ؟!
+ مِن...,
وسَكَتُّ ثانِيَةً
ومَسَحْتُ (مِن) مِن أَوَّلِ السَّطرِ
.
ومَسَحْتُ دَمعًا كادَ يُطفِئُ ما
أَبْقَت دُمُوعُ الشَّوقِ والصَّبرِ
.
وفَتَحتُ نافِذَتِي على وَطَنٍ
مِثلِي يُقِيمُ بلَيلَةِ الحَشْرِ
.
أَأَقُولُ مِن هذا الذي دَمُهُ
ودُمُوعُهُ بقَصَائِدِي تَجري!
.
هذا الذي طَرَحُوهُ مُختَنِقًا
وحَمَلْتُهُ وِزرًا على ظَهرِي!
.
_ أَهلًا
مَسَاءُ الخَيرِ
أَنتَ هُنَا؟!
لِمَ لَم تُجِبْ؟!
+ سَأُجِيبُ "يا عُمْرِي"
.
ووَقَعْتُ مِن شَفَتَيَّ,
وانفَصَلَت عَنّي اللُّغَاتُ
وغَصَّ بي حِبري
.
_ هَل أَنتَ..؟!
+ لااا
_ مِن أَينَ؟!
+ مِن وَطَنٍ
أَحيَا عَلَيهِ كَوَردَةِ القَبرِ
.
يَدُهُ تُزَاحِمُنِي على جَسَدِي
وتُرَابُهُ مُتَوَسِّدٌ فِكري
.
وأَنا أَريكَتُهُ
وشَمعَتُهُ
ولِحَافُهُ
وبسَاطُهُ السِّحري
.
وأَنَا الذي فِي القلبِ أُسْكِنُهُ
وأَعِيشُ كالمَحشُورِ فِي شِبرِ
.
أَتَرَيْنَ هذا الجُرْحَ سَيِّدَتِي؟!
وَطَنِي هُنا..
وأَشَرْتُ بالعَشرِ
.
لا تَسأَلِي _أَرجُوكِ_ عَن وَطَنِي
لَو كانَ لِي
ما حِرْتُ فِي أَمري
.
هُوَ لِلقَبيلَةِ..
كَيفَ أَبْلُغُهُ
وقَبيلَتِي بَيتٌ مِن الشِّعرِ!
.
وتَنَهَّدَت..
فَشَعَرتُ أَنَّ لَهَا جُرحًا
وصَمتًا عُذرُهُ عُذرِي
.
قالت وقَد ضَاقَ السّؤَالُ بما
حَمَّلْتُهُ مِن شِدَّةِ القَهْرِ
.
_ أَلَدَيكَ شُغْلٌ فِي الصَّبَاحِ؟!
+ نَعَم
عِندِي..
ولكنْ دُونَمَا أَجرِ
.
ذَهَبَت سِنِينِي سُخْرَةً وأَنا
مُتَرَقِّبٌ لِنِهَايَةِ الشَّهرِ
.
سَهَرٌ عَلى سَهَرٍ كَأَنَّ دَمِي
مُتَأَبِّطٌ لَيلًا بلا فَجرِ
.
ومَسَحْتُ جُرحًا كَادَ يَنزِفُ ما
أَبقَاهُ هذا الوَاقِعُ المُزرِي
.
لا تَسأَلِي _باللهِ_ عَن عَمَلِي
عَمَلُ الأَدِيبِ كَصَائِمِ الدَّهرِ
.
قالَت: لِماذا؟!
قُلتُ: لا تَقِفِي في النَّارِ يا قَارُورَةَ العِطرِ
.
كُونِي مَعِي _إِنْ شِئتِ_ قافِيَةً
لِيَمُرَّ كُلُّ مُشَرَّدٍ عَبري
.
كُونِي سِوَى هذي التي سَرَقَت
سُجَّادَتِي فِي لَيلَةِ القَدرِ
.
كُونِي بلادِي إِنْ سَئِمتُ بها
شَعبًا يُحِبُّ تِجَارَةَ الفَقرِ
.
كُونِي أَنَا
عَلِّي أُغَادِرُ مِن حُزنِي..
فَحُزنِي الآنَ يَستَشرِي
.
لِلحُزنِ سُكْرٌ كَالخُمُورِ, وقَد
ضَاعَفْتِ مِن سُكرِي ومِن خَمرِي
.
يا هذهِ..
أَلَدَيكِ أَسئِلَةٌ أُخرَى؟!
فَإنِّي ضاقَ بي صَدرِي
.
هَل يَطعَمُ المَحزُونُ مَوطِنَهُ
إِلَّا كَطَعمِ السَّيفِ في النَّحرِ!

مهدي النهيري ... عيناكِ أرهقَتا دمي




عيناكِ أرهقَتا دمي
فكأنّ في الشريانِ أهداباً وكحلاً منكِ
لم تقفي سوى السنتينِ في جَفنيَّ
لم تبكيْ سوى الحُلُمَينِ
عن حلُمٍ مفاجاةٍ أحدّثُ ، حيثُ هذا الأولُ المسلوبُ ،
والثاني كأضلاعي ، انحنيتُ مذ انحنى
أيامَ من عينيكِ حتى الآن أصطادُ القصائدَ واللياليَ
كلّما أحسستُ نرجسةً بروحي أوشكتْ ، ناولتُها رمشينِ من عينيكِ
لا حلمٌ ولا قدرٌ
ولا شعرٌ ولا سفرٌ
بغيرِ يديك أو عينيك أو شفتيك
أو !
أتذكرُ النهَرَ الذي ينسابُ في جهةِ اليسارِ
إذا يفيضُ الأسودُ المائيُّ منهلاً على صمتِ القميصِ
يفيضُ حتى اللهُ في روحي ،
الضفيرةُ آهِ يا تلكَ الضفيرةُ
ضيّعتْني
كالقصيدةِ في السنابل
كالكتابة في الدخانِ
أنا هنا ولدٌ بلا فرحٍ ولا حزنٍ
ولا قدحٍ ولا مزنٍ
أمرُّ على الثلاثيناتِ أصفعُها بعشريناتكِ السمراءِ
أصدمُها بصوتِكِ حينَ تنشغلينَ عني بالغناءِ
وبينَ وجهي وانسدالِ اللحنِ شايانِ اتفقنا أن نضيءَ العمرَ بينهما
ولم نفعلْ ، ولكنا أضعْنا العمرَ بينهما ..

رهيف شعبان ... فلتعْلمي .. لو تعلمينْ !؟؟



فلتعْلمي .. لو تعلمينْ !؟؟

كلّ الذي بيني وبينكِ إنهدمْ
جيش الغرام المختبي
في أضلعي لقدِ انهزمْ
ما عاد ينفعنا التلاقي
واللّجوء إلى المآقي
والندمْ
ُما عاد ينفعنا التلعثم
والتظاهر بالسقمْ
حتى التململ والتبسمُ..
لم تعد تعني : "نعمْ "
يا خيبة القلب الذي فيك انغرمْ
فلترحلي
ولتطلقي الأشواق تركض للعدمْ
ولتنكري أنّي بعمركِ كنت يومًا الأهمْ
وبأنني كنت الأخير الأوّلُ
وبأنني كنت الحبيب الأخيلُ
وبأنني فوق التّهمْ
إن كان للنّكران أوطانٌ فأنت بها العلمْ
فلتعلمي !!
لو تعلمين حقيقةً
من أنت في قلبي؟
إذًا لبكيت بدْل الدّمْع دمْ
شكرا لأيام قضيناها
وأقمار سكنّاها
وأشعار كتبناها
برائحة النّهمْ
كان السكوت ضجيجنا
المتكلّمُ
كان الغرام غداؤنا
لوْك الشفاه وليمةٌ إذ نولمُ...
رحل الزمان مع الزمان
مع المكانْ
لم يبقَ إلا ومضةٌ أو ومضتانْ
لم يبق إلا بعض أبياتٍ
تقيّأها قلمْ !!؟

عبدالله بدري الكربلائي ... نزفٌ من خاصرة الشوق




نزفتْ خاصرةُ الشوق
تسلقتُ جدارَ طفولتي تشبثتُ بنافذة الغروب
بادرني وجهُكِ يا أُمي
يترددُ عليه وهجُ المصباح
كانسكاب الفجر على وجه الماء
لهفَ نفسي لصوتِكِ الآتي من صمتِ الأشياء
أردتُ ألإنسيابَ هناك... تحت قدميك
أتفيأُ ظلَكِ
أمارسُ ما شئتُ من الجنون
أنقبُ في التراب
أرسمُ صورَ ألأمسِ ... مئذنةً ... ناقوساً ... زيتونة
أقفزُ ..أتعلقُ بداليةٍ
تنفرطُ حباتُها
أتصنّعُ البكاء ... اشتهاءً لاحتفالِ النور بين جانحيك
وما بين يقظةِ الفجرِ في مبسمِكِ وشلالاتِ الحزنِ الناضحةِ من عينيك
تهمسين بمسمعي تعاويذاً لتصرفي عني أناثَ الجنِّ
وما انصرفن...
فألفتُ حزنكِ...
تَمَلَكني حتى عندما يبللني الفرحُ
فأنا لم أتُبْ من الحزن بعد
كيف أتوبُ وكلما خطوتُ وظننتُ الطريقَ استوى أوجعتني الزوايا
كيف أتوبُ وكلما انتهيت تُرهقني البداية
كيف أتوبُ والذكرى تحاصرني ...تراوغني تقتاتُ سِنيَ العمر
كيف أتوبُ وعلى السفح قطيعُ الضباعِ تنهشُ لحمي
كيف أتوبُ وأنا أسمع نَواحَ النخيل
كيف أتوبُ وقد أشقاني البحث عن وطنٍ لا يستحلِبُ دمعي
كيف أتوبُ وثمة شىءٌ ما ينفذُ مني...
ليتني رحلتُ على صدركِ كما اشتهيت
ليتكِ لملمتني كالظلالِ قطعةً فقطعة
ليتك عاودتي غرزي خيطاً صوفياً في عباءةِ الليلِ طعنةً فطعنة
فتلك الشهقةُ البِكرُ العالقةُ تحت الحنايا على وشك ألإنعتاق
في غفلةٍ من الريح سيتسللُ زورقٌ يقلُني إلى حيث أقلك يوما
كوني هناك بانتظاري ولا تقبضي كفّك عني يا أمي ...

موفق نادر ... " نزف على مقام البيات "





الآن في بغداد
ها غيمة كست النخيل عباءة
من سحر اللذيذة
ثم أهدت للقصائد نفحة
من عطر هارون الرشيد
ومن حكايا شهرزاد
الآن في بغداد
،
تتثاءب الشرفات
ترمي نحو ماء النهر قصتها الحزينة
دمعها المسود من عتب
فتنغلق المياه على السواد
****
جلس النواسي المهذب فوق كرسي الخلافة
يشتري للكرخ شحنات من الخمر الرديئة
والقذائف لا تزال
ترن في الجسر المعلق بعض نشوتها القديمة
حين تندثر البلاد
" لي نشوتان .. "
سمعتها تهذي
وما للآخر الملتاع واحدة
عرفت
فكل خبزي دما"
وارحل سريعا"
عابرا" جسر الرصافة
تابعا" ظل الرماد
*****
لي نشوتان
وللصغار النائمين بأرض " مقهى العامرية " ألف فنجان من الموت اللذيذ
تجرعوه
وصفقوا بأكفهم للنادل الفنان
فليسكب لهم كاسا" " أخيرا" " من دم
وليغفر الآباء نزوتهم
إذا ماتوا صغارا"
دونما قبر يرى في ساحة الارض الفسيحة
حين أغراهم لهيب قادم
من سقف ملجئهم
بأن
موتوا تصحوا
لا سبيل إلى الطفولة غير لحم طائر
من نسغ لهفتكم
ومن حلم برق
كم راح ينهاكم جنود من مشاة البحر
أن تستيقظوا من غفوة اللهو الشهي
فلا سبيل لديكم
أن تسبحوا في ماء دجلة ضحوة
أو أن يداعب أيكم
-- لوشاء يوما" هرة --
أو أن يفكر بعضكم في صنع طائرة
ورق
ولربما يزهو جنود البحر
لم يخرج من الأنقاض طفل واحد
يسطيع افراد الطوارئ أن يلموا بعضه
عن بعضه حين احترق
والأم لم تبخل بصدر دافئ يحنو
ولكن المؤشر كان أسرع من يديها
حين همت أن تداعب شعره
فتشبثت بدمائه
وتطايرا شفقا" ذبيحا" في الشفق


*****
بكت الشوارع
والجسور تقوست
ورأيت دجلة مرة أخرى يسح بمائه الدموي
سبعا" ثم سبعا"
ثم لا يصل المغول لشرفة القصر العزيز
ولا سمعت خليفة ينعى إلى المتسكعين
بلهجة نبوية :
بغداد تكفيني
بدت من شرفة " المنصور " آلاف القباب من الجماجم تنتخي
وتلاوة من سورة الأعراف مرت
مثل طيف عابر
يسعى إلى النجف المقدس حافيا"
متقلدا" نهج البلاغة
مثخنا" بدم الحسين
*****
رأيت في بغداد
شحاذين من ألق
يبيعون " المبرد " بالدموع
كان " الكسائي " بين بين
و " السهروردي " الحزين تناثرت أضلاعه
في الضفتين
وأنا رأيت وقلت يا بغداد
ضميني إلى مجد الشوارع
عبئي رئتي بالصمت المروع حين
ينغلق المساء على بنيك المتعبين
وخذي كتابي
لست ادري هل أعود إليك مصلوبا"
على وجع السنين
فرنت إلي بغابة من نخل عينيها
ومدت نحو قلبي
باقة من زهر ضحكتها الحزين .

نافع سلامة .. لا أعشق البحرَ




لا أعشق البحرَ
ولا أحب الجلوس إليه مساءً وحيدا
ولا بين أسواق الملابس الداخلية التي ذهبت هربا من الحر لهواه الرطب
مع أني حزين
و مجنون
وحيران
وأنام وأنا عارٍ تماما ... إلا من قطن ذنوبي
وأعشق التسكع والتجوال ...
وما بصدري من أسرار مطهية على الجمر
لا يتحمل هضمها سوى بطنه العميق
لا أعشق البحر
وعندي ...
أن أنظر إلى فراغ الصحراء وقت الهجير
وأقول : يا ... سبحان الله ، كل هذا الخلاء مسكون بالعفاريت .!
أو أن أجلس مع شجرة يتيمة أقرأ
" سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت "
أو " منذور لرمل "
أو أن استرجع طفولتي مع البلهارسيا على ترعة صغيرة للنيل - آثرت أن تهب نفسها للبغال والحمير و ظمأ الحقول على أن تذهب للبحر -
أو أن أتأمل في نخلة عجوز
تربي بين خصلات رأسها جيلا من العصافير
أو أن أصعد عصرا إلى سطح بيتنا
وأملأ عينيّ بأمي وهي تنادي على طيورها للعشاء
فيتدلى حمامها من السماء
ودجاجها من العشة الطينية يركض - كسرب أحصنة في البرّية - نحوها
وهي تلقي إليهم بفتافيت الخبز المبلول
أحب إلي من مفاتن البحر
من أن أذهب - لكي أبدو شاعرا رومانسيا -
لاصطحاب جميلة إلى مقهى يطل على وجهه
مأخوذا بشعرها وهو يباغت شفتيها ليسرق منهما رشفة بن
أو ضحكة مملوءة بالحياة
وأنا أتلو على عينيها قصيدة لم أكتبها بعد ... عن البحر
لا أعشق البحر
ومع ذلك أنا شاعر
وأجيد السباحة
وقلبي كشجرة ليمون
مكتظ باليمام
والهديل

Mustafa Faez ... انظر لكفّي ..




انظر لكفّي ..
اعلم انه مسرح وقوع الجريمة
كل ذلك التعذيب لكتاباتي حدث هنا ..
كتبت فيها ما لا طاقة لها به ..
ولأن الله لا يكلف حرفاً الا وسعه ، اظنني مذنب
لكني انا من سيكتب "محكمة"
وسينال القاضي شرف الذكر بأحد قصائدي ، كرشوةٍ

برائتي ونيلكِ أحقيّة تمثيل أدبي ليست الا مسألة "قصيدة"
ونصٌ آخر مجنون بكِ .. لا تقلقي

الشاعر حسن علي المرعي ... سأنساهُ





ما هزَّني الخَطبُ تاريخاً و مَنزِلةً
لكنّني في جميلِ الصّبْرِ أرعاهُ

إنْ كُنْتُ والحزْنُ محمولَيْنِ في جَسدٍ
فعنْ ولاءٍ لمَنْ في البُعدِ كُنَّاهُ

ليتَ المُحِبَّ الّذي لمْ أنْسهُ أبداً
صانَ الودادَ الّذي في الهجْرِ صُنّاهُ

إنْ فرَّقَ النّاسَ عنّيْ واستوى مَثَلاً
للأتقياءِ....... فلا شكوى ولا آهُ

يظلُّ حُبِّيْ لهُ..... لا مُشْرِكاًأحداً
ورغْمَ حُبِّيْ لهُ .....لكنْ سأنساهُ

عمر مبارك أبوعرف ... اجاف انت ؟



أجافٍ أنتَ .. أم جافٍ لقاؤكْ
وعهدُ البينِ بـاقٍ .. ما بـقاؤكْ

تجافتني السعادةُ مذ رقينا
فأُعجزَ بارتقاءينا ..ارتقاؤكْ

ومذ مازجـــتُ بالماءِ المرايا
وغيـّبَ ما تَكــدّرني نقــاؤكْ

تَجلّـتنِي انعكاســاتي بــذاتٍ
تشاءُ..فما تشاءُ سوى تشاؤكْ

أنا الكــونُ الوسيعُ لكــلِّ حرفٍ
وما يروي روييّ الصعب ماؤكْ

سلمان بوخمسين .. هل تذكرين



هل تذكرينَ حبيبتي
أيامَنا ؟
سهَراتِنا ليلًا
علىٰ الشُّطآنِ ؟

نجمانِ
علَّقنا الهوىٰ بسمائهِ
فكأننا لسمائهِ عينانِ

نلهو
ونضحكُـ
نختبي بأكُفِّنا
وتظنُّ مِثلَ الطفلِ
ليس تراني !

فتطيرُ في جوِّ السما
ضحْكاتُنا
من فرْحِنا
فتموجُ بالألحانِ

نمشي
وكفَّانا كثغرٍ صامتٍ
متأملٌ شفتاهُ تلتحمانِ

نمشي
ويمشي الكبرياءُ أمامنا
يزهو بنا
في سائرِ الأكوانِ

وأُحسُّ أني
طائرٌ في جنةٍ
إن قلتِ لي بتغنُّجٍ:
سلماني

وعلىٰ شروقِ البحرِ
نرقُصُ وحدَنا
فإذا يُحاكي رقصَنا موجانِ

أسمعتِني همسًا
تغلغلَ في دمي
حتىٰ اعترتْني نشوةُ الخفَقانِ

وبقُبلةٍ
فاجأتِني ..
ووراءها حلوىٰ
بنكهةِ ثغرِكِـ الفتَّانِ

ها حُلوتي ..
هل تذكرينَ ؟
أم انطوَتْ أيامُنا
بمقابرِ النِّسيانِ ؟

في كلِّ حينٍ
في غيابِكِـ أنفُثُ الآهاتِ
من سيجارةِ التِّحنانِ

مرسىٰ الأماني
أنتِ
شمسُ سعادتي
نارٌ لآلامي
وعُشُّ كياني

الشاعر القدير حسين حبيب .... (دين الصبر)



يا عَازِف النَّايِ لَْوْ قَاسيت غُربَتَنا
لَمَا عَزَفتَ شَقَقَتَ الخدَّ مِن جَزعِ

ما ذُقتَ طَعمَ النَّوى مِثلي،فَكُلُّ دَمي
شَاخَ أشتِهاءً،لِحِضْن الأُمِّ و الدَّلعِ

ما بَين مَوتي و بَينْي شَهْقَةٌ صَلَبَتْ
رُوحَ البَقآء،وَ مَا أَحْيَت سِوى وَجَعي

و تَمتم الليل أوجاعي يُفَهْرسُها
في دَفْتَر المَوتِ،قاموسآ من الفَزعِ

حتَّى تَحَدَّبَ ظَهْرُ العُمرِ و أرتَعشَت
كُل الجِراح،و يُتمي مَن يَنوح مَعي

و هَدْهَدَتْني تَباريح مُؤجلة
تَغفُو بِقَلبي تُريني شِدَّة الوَلَعِ

أصَبحَتُ أمَّآ (ألُولي) للجُروحِ عَلى
كاروكِ فَقرٍ،و قَد قَمطَّتها رُكَعي

أرضَعتها مِن سِنين القَحطِ أدعيةً
جُوعآ تُساقِطُ حَرفَ الماءِ و الهَلعِ

حتَّى كَبُرتُ و أوجاعي تَجوبُ دَمي
كَمثلِ ألفٍ تَجوبُ الماءَ،مِنْ بَجَعِ

عَكَفْتُ دَهْرآ عَلى حُزني لأقنِعَهُ
بالإنْصِراف،وَجدتُ الحُزنَ ليسَ يَعي
..
كمِثل طِفلٍ يَرى في العزِّ مَوطِنَهُ
رُغم الثِّيابِ التَّي تَكتظُّ بالرُّقَعِ

أنَا العِراقيُّ دَمعُ اللَّه فِي حَدّقي
يَنسابُ وَحيآ،لأنَّي أيةُ الوَرَعِ

قَد إصْطَفاني لدِينِ الصَّبر مُذ وَطأت
خُطاي جُرحآ،و كُلَّ الأرْضِ لَمْ تَسَعِ

فّصِرْتُ للحزْنِ رَبّا لا شَريكَ لَهُ
ما دُونَ بُؤسي غَدى مَحضَآ مِنَ البِدَعِ

فاطمة عبد اللطيف كسلاوية ... دهشةُ الظلِ الأولى

هذه القصيدة اهداء لطفلي العزيز(محمد)


رتقُ روحٍ برأت ياذا الجلالِ
فأنفـتـقـنا بمضغةِ الصلصالِ

صنوَ روحي محمدٌ يــامـلاكاً
جـاء للكونِ تـائـقـاً لـلـوصـالِ

سيدُ الـقـلبِ انـه فـيـضُ نـورٍ
واستجاباتُ دعـوةٍ وابـتـهـالِ

فـلـه مــاارادَ مــن وردِ حــبٍ
ولـــــــه ان ارادَ روضُ الـدلالِ

اقـسـم الحسنُ انه قـيـد طفلٍ
فـي مـزايـاه قـد دنـا لـلكـمـالِ

يـبـتـنـي فـكـرة الـبـهـاءِ لـتبقى
فكرة القُبحِ فـي عـدادِ الـمُحالِ

وجـهـه الـبـدرُ شعَّ نـوراً وطُهراً
قـد تـبــاركـت يـاإلـهَ الــجـمـالِ

بـيـن عـيـنـيـه مـلـمـحٌ عـبـقـريٌ
يـُلـهـمُ الـكـونَ نـهـضـةُ الأجيالِ

ويــداه كـم تـهــفــوانِ بـعـيــداً
فـتـعــودانِ بـالـمـنـى والـمــنـالِ

يـعـشقُ الظلَّ غـارقُ فـي ذهـولٍ
كــيـفــمــا دار حـولــه لايــُبــالـي

حارَ عـقـلي أمـامَ طـفـلٍ رضـيـعٍ
عـنـدمـا كـان شـارداً فـي الظلالِ

ويـكـأن فــي إهـابـه فـيـلـســوفٌ
اورث الــنــاسَ فـكـرةً لـلـمــعـالـي

او كـمـــا شــاعـرٌ بـلـحـظـةِ خـَلـقٍ
خـانـه الـحـرفُ لاتـسـاعِ الـخـيـالِ

مـلء روحــي الـذي اثـارَ حـروفـي
ابــنـيَ الــشـهـمُ مـولـعٌ بــالــظـلالِ