الأربعاء، 6 يوليو 2016

Dr-husham Sadeq ... عيدٌ بأية حالٍ





(عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ ياعيدُ...
بما مضى ام بأمرٍ فيك تجديدُ)

يقالُ فيما مضى كانت لنا دولٌ
وان اجدادنا عند الوغى صيدُ

يقالُ حتى حدود الصين قد وصلوا
شقّوا البحارَ وضاقت فيهم البيدُ

هم علّموا الشمسَ ماتحني ذوائبها
و علّموا النخلَ ان الهامَ ممدودُ

ياسيدي المتنبي اليوم في وطني
يسومنا-ويحَ قومي- البيضُ والسودُ

كم الف كافورَ فينا كمموا فمنا
(فالحرُ مستعبدٌ والعبدُ معبودُ)

(لم يترك الدهرُ) فينا غير أوعيةٍ
جرداء يعصرها همٌّ وتنكيدُ

ياشيخنا المتنبي اليوم يحكمنا
ويستبيحُ بني قومي الرعاديدُ

(نامتْ نواطيرُ) بغدادٍ وما شبعتْ
ثعالبُ السوء،فالدينارُ معبودُ

(اما الأحبةُ): يُرثى حالهم وجعا
حتى الرواسي بكتهم والجلاميدُ

مابين ارملةٍ راحتْ احبتها
وقد رثتْ حالها ايامها السودُ

وبين شيخٍ صروف الدهر تقتلهُ
تحكي تعاستهُ تلك التجاعيدُ

وبين طفلٍ يلوكُ النارَ في فمهِ
على الشقاءِ وشظفِ العيشِ مولودُ

عمّن أُنبيّكَ والاحزانُ تقتلنا
عن اليتامى ففينا الابُّ مفقودُ

والأمُّ من لوعة الاقدار يؤرقها
-وماغفتْ ليلها- حزنٌ وتسهيدُ

واخوةٌ قُتلوا غدرا بلا سببٍ
مابين لم يحوهِ لحدٌ ومفقودُ

عن الثكالى وكم ناحوا وكم حملوا
من الهمومِ جبالا ايها العيدُ

نمشي على أعينٍ حرّى وتسبقنا
قلوبنا وهي قبل الاعينِ الجودُ

عن العراق وكم ناحتْ أحبتهُ
اذاقهُ الضيمَ كافورٌ وأخشيدُ

قد مزّقوهُ شتاتا آه ياوطنا
تلاقفتهُ الأفاعي والعرابيدُ

وبالحواجزِ سدّوا النورَ في وطني
فالأمنياتُ ووجه الشمسِ مسدودُ

وتلك بغداد ياغيداء امتنا
وكم حسدنَ تراها الخرَدُ الغيدُ

امست تقطّعها الاسلاكُ شائكةً
ويستبيحُ حمى أهلي المناكيدُ

في الكرخِ منها قلوبٌ تصطلي ألما
وفي الرصافةِ أحزانٌ وتنكيدُ

والرافدانِ وكم ذابا هوىً وجوى
فدا العراق،فاهلوهُ المعاميدُ

تعانقا في الهوى العذري والتقيا
في بصرةِ الحبِ شوقا والهوى جودُ

فكانَ عشقهما حبا وتضحيةً
فالماءُ للارض إحياءٌ وتعميدُ

(يادجلة الخير) اينَ الخير في وطني
فاليومُ جرفكِ لا غصنٌ ولا عودُ

ويافراتا نهلنا من شواطئهِ
حبَ العراق،فهو ملء القلب موجودُ

قد كان ماؤكَ رقراقا يسامرنا
مَن كدّرَ الماء اذ تبكي العناقيدُ

حملتُ أوجاعَ أهلي والأسى بدمي
وجئتُ أشكو اليك اليوم ياعيدُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق