الجمعة، 1 يوليو 2016

نافع سلامة .. لا أعشق البحرَ




لا أعشق البحرَ
ولا أحب الجلوس إليه مساءً وحيدا
ولا بين أسواق الملابس الداخلية التي ذهبت هربا من الحر لهواه الرطب
مع أني حزين
و مجنون
وحيران
وأنام وأنا عارٍ تماما ... إلا من قطن ذنوبي
وأعشق التسكع والتجوال ...
وما بصدري من أسرار مطهية على الجمر
لا يتحمل هضمها سوى بطنه العميق
لا أعشق البحر
وعندي ...
أن أنظر إلى فراغ الصحراء وقت الهجير
وأقول : يا ... سبحان الله ، كل هذا الخلاء مسكون بالعفاريت .!
أو أن أجلس مع شجرة يتيمة أقرأ
" سيرة أخشاب تتهيأ للملكوت "
أو " منذور لرمل "
أو أن استرجع طفولتي مع البلهارسيا على ترعة صغيرة للنيل - آثرت أن تهب نفسها للبغال والحمير و ظمأ الحقول على أن تذهب للبحر -
أو أن أتأمل في نخلة عجوز
تربي بين خصلات رأسها جيلا من العصافير
أو أن أصعد عصرا إلى سطح بيتنا
وأملأ عينيّ بأمي وهي تنادي على طيورها للعشاء
فيتدلى حمامها من السماء
ودجاجها من العشة الطينية يركض - كسرب أحصنة في البرّية - نحوها
وهي تلقي إليهم بفتافيت الخبز المبلول
أحب إلي من مفاتن البحر
من أن أذهب - لكي أبدو شاعرا رومانسيا -
لاصطحاب جميلة إلى مقهى يطل على وجهه
مأخوذا بشعرها وهو يباغت شفتيها ليسرق منهما رشفة بن
أو ضحكة مملوءة بالحياة
وأنا أتلو على عينيها قصيدة لم أكتبها بعد ... عن البحر
لا أعشق البحر
ومع ذلك أنا شاعر
وأجيد السباحة
وقلبي كشجرة ليمون
مكتظ باليمام
والهديل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق