الخميس، 7 يوليو 2016

مرتضى علي التميمي ... السقوط



هل كانَ عليّ أن أسقطَ من سنينٍ شاهقةٍ
كي أشعرَ بهذا الألم
في الطريقِ إلى قعرِ الوجعِ يمرّ فيلمُ العمرِ الكلاسيكي
من بين أنفاسي تدريجياً كشهقة سيجارةٍ حبستها طويلاً خشيةً من أمي
تتسربُ المشاهدُ كمساجينٍِ ألكترازيين حفروا طويلاً ونسوا أغلب أظافرهم في الجدران الإسمنتية
أحاولُ كسلاً أن أحتفظ َ ببعض المشاهدِ الخالية من العيونِ حمراء أو صفراء
فلقد نسيت أيهما أشد إيغالاً في العظام
،
خرجت مشاهدٌ أخجل أن أكتبها أغلبها يتحدث عن الجُبن ِ والكذبِ والنفس الأمارة بالحب
أتعبني رأسي كما أتعبته
هناك رغبتان شديدتان
بالسقوط وعدمه
التضادات المركزة
المتجذرة في الجهة اليسرى من دماغي
تهيمن بشكل مزعجٍ على القرارت في الجهة اليمنى
وأنا أسقط لتعلوا همم الأغلبية لم أتذكر سوى اعطني الناي وغني
تعبت في تجميع عقلي ليُخرجَ مني سورةً واحدة ، آية ، أي شيء سماوي
ظلت ترن فيروز في كينونتي
في خضمّ هذا الصراع تبين أنها من الملائكة و أنها تتحدث عن الجنة كثيراً في سِفرها الغنائي
لكنها لم تكن ترتدي عمامة وهذا ما جعلني أشك بملائكيتها !!
قبل الوصول لقعر الألمِ بمسافة حياة
فقدت رجلي اليمنى
ساءني الأمر جداً لأنني لن أستطيع لعب كرة القدم مع ميسي مجدداً
وأنا في قمة استيائي سقطت اليسرى
أف ، لا تعليق يسعفني الآن ، فقط تذكرت أبطال ألعاب القوى فابتسمت قليلاً
سقطت يدي اليسرى هنا نزلت دموعي
و تذكرت كل اللوحات التي لم أنجزها والوعود التي تنصلت عنها لحبيبة وصديق وعجوز ،
اليسرى ! يا للوجع
هنا بدأتُ أفهمُ معنى السقوط ومغزاه
وأنا أبكي سقطت اليمنى لم أتأثر حينها
المشكلة بات القعر قريباً أراه جلياً
ما هذا ؟
أنه ليس صخرياً
القاع مكتظٌ بالوجوهِ الساخرة
أعرفهم كلهم ( أويلي )
كم تمنيت أنني أملك القدرة لأقتلني قبل الوصول أكثر حيث تتضحّ لهم دموعي
أغمضتُ عيني وأنا أردد :


يا إخوة البئرِ ما زلتم على الأثرِ
ما قولكم وقميصي قُدَّ من دبرِ
.

أشعرُ بألم شديدٍ في رأسي
وأنا أرتشف من الماء المقدس
مازلت أنتظر اليد التي ستضع الحكمة في روحي
شربت قليلاً ونسيت ما قلت أعلاه
فلقد أخبرتني فيروز كل ما دار أعلاه
وأجبتها
نعم تحممتُ بعطرٍ وتنشّفتُ بنور
ولكن لا فجرَ هنا
هو جوٌّ ألطف بكثيرٍ مما ذكرتيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق