السبت، 2 يوليو 2016

عمر النبيل ... أغنية غريق قادم






سيرحلُ آخر الأحباب مِنّا
ونبقى دمعةً في بالِ ذكرى


وترفُضُنا المنافي ,
نحنُ ماءٌ ,
وتلكَ الأرضُ قد تحتاجُ شِمْرا

فتشربُنا البحارُ ,
ولا رصيفٌ يصُبُّ بهذهِ الأعْمارِ عُمْرا

ولا غوثٌ ,
وهذا الموتُ فينا
على صمتٍ أباحَ الموت جَهْرا

فتنْسَكِبُ الدموعُ على مياهٍ
وبرزخُ ملحها يقتادُ نهْرا

وغرْقانا اللذينَ بلا هواءٍ
أيا صدراً أتُعْطِي الماءَ عُذْرا ؟؟

يقولُ الموجُ للغرقى القُدامى
سيأتي آخرُ الأهلين ,
صَبْرا

سَيُعطيْ المركِبُ البحريُّ وعداً
وتشربُهُم كؤوسُ الموجِ خمْرا

ويُلقيهم على موتٍ أُسارى
فَتَعْشَبُ هذه الأعماق أسْرى

تقولُ البنْتُ :
يا أُماهُ موتٌ !
وعُمْرُ ضفيرتي ما زالَ شِبْرا

فتحتَضِنُ ( العروسةَ ) في ذراعٍ
وأُخرى تحفرُ الأمواج قبْرا

يُهَدْهِدُنا الظلام
على يقينٍ بأنا لن نرى للنورِ فجْرا

ويجْرُفُنا التساؤل
يا عراقاً دخلنا سِجْنهُ مذ كان حُرّا

أمِنْ عدلٍ يخوضُ الموجُ فينا
ولم يُذكر لـ ( نوح ) الماء خِبْرا

فإن نبقى ,
كمَنْ في راحتيهِ سيقبضُ كل ما في الدينِ
جمْرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق