الجمعة، 1 يوليو 2016

عبدالله بدري الكربلائي ... نزفٌ من خاصرة الشوق




نزفتْ خاصرةُ الشوق
تسلقتُ جدارَ طفولتي تشبثتُ بنافذة الغروب
بادرني وجهُكِ يا أُمي
يترددُ عليه وهجُ المصباح
كانسكاب الفجر على وجه الماء
لهفَ نفسي لصوتِكِ الآتي من صمتِ الأشياء
أردتُ ألإنسيابَ هناك... تحت قدميك
أتفيأُ ظلَكِ
أمارسُ ما شئتُ من الجنون
أنقبُ في التراب
أرسمُ صورَ ألأمسِ ... مئذنةً ... ناقوساً ... زيتونة
أقفزُ ..أتعلقُ بداليةٍ
تنفرطُ حباتُها
أتصنّعُ البكاء ... اشتهاءً لاحتفالِ النور بين جانحيك
وما بين يقظةِ الفجرِ في مبسمِكِ وشلالاتِ الحزنِ الناضحةِ من عينيك
تهمسين بمسمعي تعاويذاً لتصرفي عني أناثَ الجنِّ
وما انصرفن...
فألفتُ حزنكِ...
تَمَلَكني حتى عندما يبللني الفرحُ
فأنا لم أتُبْ من الحزن بعد
كيف أتوبُ وكلما خطوتُ وظننتُ الطريقَ استوى أوجعتني الزوايا
كيف أتوبُ وكلما انتهيت تُرهقني البداية
كيف أتوبُ والذكرى تحاصرني ...تراوغني تقتاتُ سِنيَ العمر
كيف أتوبُ وعلى السفح قطيعُ الضباعِ تنهشُ لحمي
كيف أتوبُ وأنا أسمع نَواحَ النخيل
كيف أتوبُ وقد أشقاني البحث عن وطنٍ لا يستحلِبُ دمعي
كيف أتوبُ وثمة شىءٌ ما ينفذُ مني...
ليتني رحلتُ على صدركِ كما اشتهيت
ليتكِ لملمتني كالظلالِ قطعةً فقطعة
ليتك عاودتي غرزي خيطاً صوفياً في عباءةِ الليلِ طعنةً فطعنة
فتلك الشهقةُ البِكرُ العالقةُ تحت الحنايا على وشك ألإنعتاق
في غفلةٍ من الريح سيتسللُ زورقٌ يقلُني إلى حيث أقلك يوما
كوني هناك بانتظاري ولا تقبضي كفّك عني يا أمي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق