الجمعة، 1 يوليو 2016

الشاعر القدير حسين حبيب .... (دين الصبر)



يا عَازِف النَّايِ لَْوْ قَاسيت غُربَتَنا
لَمَا عَزَفتَ شَقَقَتَ الخدَّ مِن جَزعِ

ما ذُقتَ طَعمَ النَّوى مِثلي،فَكُلُّ دَمي
شَاخَ أشتِهاءً،لِحِضْن الأُمِّ و الدَّلعِ

ما بَين مَوتي و بَينْي شَهْقَةٌ صَلَبَتْ
رُوحَ البَقآء،وَ مَا أَحْيَت سِوى وَجَعي

و تَمتم الليل أوجاعي يُفَهْرسُها
في دَفْتَر المَوتِ،قاموسآ من الفَزعِ

حتَّى تَحَدَّبَ ظَهْرُ العُمرِ و أرتَعشَت
كُل الجِراح،و يُتمي مَن يَنوح مَعي

و هَدْهَدَتْني تَباريح مُؤجلة
تَغفُو بِقَلبي تُريني شِدَّة الوَلَعِ

أصَبحَتُ أمَّآ (ألُولي) للجُروحِ عَلى
كاروكِ فَقرٍ،و قَد قَمطَّتها رُكَعي

أرضَعتها مِن سِنين القَحطِ أدعيةً
جُوعآ تُساقِطُ حَرفَ الماءِ و الهَلعِ

حتَّى كَبُرتُ و أوجاعي تَجوبُ دَمي
كَمثلِ ألفٍ تَجوبُ الماءَ،مِنْ بَجَعِ

عَكَفْتُ دَهْرآ عَلى حُزني لأقنِعَهُ
بالإنْصِراف،وَجدتُ الحُزنَ ليسَ يَعي
..
كمِثل طِفلٍ يَرى في العزِّ مَوطِنَهُ
رُغم الثِّيابِ التَّي تَكتظُّ بالرُّقَعِ

أنَا العِراقيُّ دَمعُ اللَّه فِي حَدّقي
يَنسابُ وَحيآ،لأنَّي أيةُ الوَرَعِ

قَد إصْطَفاني لدِينِ الصَّبر مُذ وَطأت
خُطاي جُرحآ،و كُلَّ الأرْضِ لَمْ تَسَعِ

فّصِرْتُ للحزْنِ رَبّا لا شَريكَ لَهُ
ما دُونَ بُؤسي غَدى مَحضَآ مِنَ البِدَعِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق