الاثنين، 10 ديسمبر 2018

مجلة الهيكل ... بكيل معمر الشميري ... أنا والطبيعة


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

كنت أتجول فوق شواطئ ذكرياتي فوجدت بعض أحلامها.. فذهلت... تعرفني... وأجهل أنها تعرفني... ابتسمت في وجهي حين رأتني، وقرأت في عينيها الكثير من الود ممزوج بالعتاب... سألتني:- هل ما زلت تعشقني؟.. حينها تذكرت طفولتي وعشقي القديم لها، فقد عشقت الطبيعة منذ كنت طفلا.. أرى الشمس وأتساءل: كيف تخرج من هناك وترتفع في السماء!! وكيف تدور وتهبط لتختفي!!.. هل تهبط وتنام بين الجبال البعيدة!! أم أنها تأوي إلى البحر!! وإذا كان كذلك؛ فأين هي تلك الجبال؟ وما حجمها؟ وأين ذلك البحر؟ وما الذي يحدث للسمك الذي يعيش فيه؟.
أسئلة عديدة لا إجابة عليها هي التي جعلتني أتعلق بالطبيعة أكثر وأكثر.. أشعر بوجودها حولي حتى أحسست بظهورها في وجداني.
هذه الطبيعة المتجددة دائماً أحببتها قديماً لتغدو أقدم حبٍّ جاد به قلبي إلى وجود غير وجودي، فقد عشقتها، وأصبحت فرداً من عائلة الطبيعة الساحرة..
أخذتني في نزهة لنعيد أحلى الذكريات، وسرنا في الطريق نحكي عن عشقنا القديم، وفجأة توقفت عند طرف نهر يجري بعنفوان ساحر.. كانت الطيور تملأ المكان بأصوات موسيقى الطبيعة الأخاذة على نغمات النهر.. وفي لحظة هيامي بها وجدت نفسي مفتون بسحر جمالها.
بدأت الشمس بالغروب حتى اختفت وراء النهر.. جلست لأقطف وردة حمراء رائعة الجمال كان أريجها متميز يحكي عذوبة ورقة صنع الخالق العظيم... تأملت الطبيعة من حولي، فوجدتها صورة كونية ملونة مختصرة في صيغة الحمد لخالقها.
وبينما أنا والطبيعة في حوار صامت، مرت لحظات هدووووء غريبة، وعم الظلام المكان، الذي كانت سماؤه ملبدة بالغيوم... توقفت عن التأمل لأستشعر نبضات قلبي الذي كان يخفق خائفاً.. فرحاً.... لا أدري،،،، لكنها مرت... ليطل القمر مكتملاً وحوله وصيفاته النجوم، وبدأ الليل أكثر صفاءًا وجمالاً وشاعرية.
أحببت كثيراً هذا المنظر وتسلل النعاس إلى عينيّ، وتاهت نظراتي بين الحروف... حينها... 
.......ودعت الطبيعة على أمل اللقاء من جديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق