الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

مجلة الهيكل ... بكيل معمر الشميري ...وقفة مع الحياة


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏


لم أعد أستوعب انقضاء أوقات الحياة بهذه السرعة الرهيبة التي بتنا من خلالها نتأمل في أعمال على هامشها نتسابق في حملها من أجل أن نتحصن من فواجع الأقدار.. أراني مضطراً أن أعيد الكرة عن انقضاء الأوقات.. فخواطري في هذه الزاوية هي مشاعر تتسابق لترسل ومضاتها في كل حين.. حتى وإن تكررت.. فهي مشاعر وليدة اللحظات، ووليدة أيام جديدة تطل علينا في كل يوم جديد تعود أنفاسنا فيه نستلهم فيه ذكر الله تعالى وطاعته.. وخلال هذه اللحظات التي أكتب فيها هذه الكلمات.. عادت بي الذاكرة لمواقف قريبة عشتها.. وكأنها دقائق مضت منذ فترة وجيزة.. ولكني اكتشفت أنها أيام.. ولا أدري كيف مضت.. ولا أعلم ماذا قدمت بينها.. يا ترى أترانا نستشعر هذه الحياة المتسارعة، ونستشعر انقضاء الأوقات والأزمنة، ونستشعر تلك الآهات الموجعة لرجال الأمس الذين باتوا يلتقطون أنفاس حياتهم الأخيرة.. رحماك ربي رحماك.. فهي الحياة التي سنودعها عما قريب.. ندفن في أيامنا الأحباب والأصحاب والمعارف.. ونتبادل شجون الحياة مع الأحياء.. وبعدها تفترسنا الأيام ونودعها بلا عودة.. ليكون من حولنا أناس بادلونا ضحكات الحياة بالأمس.. ألا ترون معي أنها قصة عجيبة.. بل موجعة في نفس الوقت!! ألا ترون أننا استكثرنا على أنفسنا أن نعيش بحب وسعادة في مدرسة الآخرة.. فبتنا نخدع أنفسنا ونغوص في الأحلام السادرة، والتفاهات الدنيوية، وأثقال النفس التي لا تنتهي.. غضب ونصب وحسد وعيون متتبعة.. وغيبة ونميمة ونفوس تتصيد العثرات..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق