الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

جريدة الهيكل ... الشاعر القدير د. رشيد هاشم الفرطوسي (الى صديق)



((( إلى صديق )))

ألا ما نعمةٌ وُهِبَتْ لشخصٍ
كمثلِ سماحةِ القلبِ الرحيبِ

فليس الدينُ غيرَ تعامُلاتٍ
يَراها الشرعُ في حُكْمِ الوجوبِ

فكمْ مِن عاشقٍ خُلُقاً لشخصٍ
يراهُ منارةَ الدِينِ النَّجيبِ

وَرُبَّتَما نَفَرْتَ الدينَ نهْجاً 
بشخصٍ عابسٍ نَزِقٍ كَذوبِ

وكمْ في الناسِ مِن نِعَمٍ كِثارٍ
حباها اللهُ بالطبعِ العَذُوبِ

ذَكرْتُك يا أخي مِن بعدِ عهْدٍ
 طويلٍ والقلوبُ مع القلوبِ

فَلَمْ أرَ مثلَ شخصِكَ ذا جلالٍ
على ما فيكَ من خُلُقٍ وطِيبِ

تُغطّى بالمَهَابةِ مِن حياءٍ
وكمْ شخصٍ يُهابُ بلا وجوبِ

فذاكَ على مكانتِهِ لِنفعٍ 
 وذاكَ لدفعِ ذي السوءِ القريبِ

تَجاذَبَ نحوَ دربِكَ كُلُّ شخصٍ
 وغيرُكَ إنْ يَرَوهُ إلى هروبِ

ولمْ يُرَ مثْلُ شخصكَ في لقاءٍ 
بترحيبِ المُحبِّ إلى الحبيبِ

عجِبتُ إلى السماحةِ فيك أنّى
تَدومُ على الذي بكَ مِنْ كُروبِ

بأخلاقٍ تَرِقُّ لكلِّ شَخصٍ
فلَمْ تُرَ قَطُّ ذا وجهٍ قَطوبِ

فما عاشرتُ شخصاً دونَ عيبٍ
 سواك بأنْ خلوتَ مِنَ العيوبِ

وكم ذو الدينِ لَمْ يُؤسَرْ بنهجٍ
عليهِ مَصَادِقُ الدينِ الرتيبِ

فتتخِذُ الأنامُ لها عُطوراً 
وطبعُكَ عاطرٌ مِن دونِ طِيْبِ

ألِفْتُكَ بهجةً سِحْرٌ شذاها
تذوبُ بها القلوبُ بلا مُذيْبِ

فليس سوى البشاشةِ فيهِ أضْحَتْ
تُزيحُ الهَمَّ كالريحِ الهَبوبِ

إذا ما غِبتَ لا يَنساكَ دهراً
يُسائِلُ عنكَ في قَلَقٍ عجيبِ

إليك " أبا رشا " طَبعٌ قديمٌ 
بسعيكَ للقريبِ وللغريبِ

تَهُمُّ بحاجِ غَيرِكَ تَقْتَضيْها
وغيرُك في الحوائجِ ذو مَغيبِ

فلمْ تُرَ غيرَ ذي عونٍ مجيبٍ
بلا مَنٍّ بمسعاكَ الدءوبِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق