الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

جريدة الهيكل .. Huda Al Ali .. ((إبن الحضارة في براد الاجبان ))


ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏


أولاد سومر وأكد يتجمدون حتى الدرجة الثامنة تحت الصفر كي يعبروا حدود مدينة الضباب ..لربما يجدون فرصة للعمل هناك ...بعد أن ضاقت بهم السبل في بلد الخيرات وبلد الرافدين العظيمين ...وتبعهم النحس حتى في غربتهم ...
هاهو أحمد ابن الثلاثين من العمر قد ارتدى كل مالديه ليتدفأ في ثلاجة الاجبان والتي هي سبيله الوحيد للدخول الى لندن بعد فشله لثمان مرات سابقة ...
سمع النقر من قبل السائق وهي اشارة الوصول ...ولكن كيف به ..وقد تجمدت أوصاله ولا يستطيع الحراك ..ماذا يفعل هو بين أمرين أما أن يجمع كل مالديه من قوة كان قد فقدها في هذا البراد اللعين ..أو أن يستسلم للموت ..
ابتهل الى الله أن يعينه في أمره فليس له معين سواه في غربته هذه ..
وها هو يلوح بيديه بعد جهد لكي يراه أي كان وهو مسلم بأمره في أن يُقبض عليه 
ويُسجن لشهرين ومن ثم يتم الافراج عنه بعد التأكد من قدومه من أجل العمل فقط ...
ها هي معاناة أبناء دجلة والفرات المكرمين الأصلاء في بلاد تاهوا فيها 
بعد أن تاه الوطن ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق