الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

جريدة الهيكل ... كمال عبد الله .. امرأة عابرة


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏أشخاص يقفون‏‏ و‏أشخاص يمشون‏‏‏



احترقت أرصفة الشّوارع الرّماديّة تحت أنّات كعبها العالي الذي لم يستفق بعد من أحلامه الأولى...وكانت كلّما فكّرت بشيء مختلف إلا وتراكمت الذّكريات في عينيها...غير بعيد عن المقهى الذي انفصلت عن ظلاله منذ قليل وقفت صبيّة بدا عليها أنّها تنتظر شيئا ما...وبالقرب من مفرق الطّرق الغارق في تفاصيل قصّة حب قديمة شيخ يقرأ جريدة وهو مستند إلى حائط متداع...اجتازت الشّارع تحت أنظار روّاد المقاهي المتناثرة هنا و هناك...سوف لن ينتهي بها التّرحال على أيّ مرفئ...سوف تمضي مثل الحلم في الجرح...منذ أيام كانت تقف أمام مرآتها...وكانت تبحث بين الانعكاسات المشوّهة عن وجهه...كانت تعرف بأنه يحبّها...كانت تعرف بأنّها ترقد في عينيه...وكانت تعرف بأنّها سوف ترحل يوما ما...
- هل ستفتقدني لو رحلتْ...؟
- لماذا تتحدّثين هكذا...؟
- أجبني...
هي هكذا أشياء الحياة العميقة...لقد كانت تشعر بأنّها سوف ترحل...ولم تكن تعرف كم سيكون ذلك مؤلما...استفاقت ذات يوم على انعكاس صورتها على إحدى واجهات المحلاّت...فكّرت به قليلا...ثم عبرت الشارع...لن يطول ترحالها...شيء ما داخل تفاصيل عروقها يضغط بشدّة على أوردة قلبها التي لم تعرف غير الحب...لم تعرف غير حبّها له...لن تفكّر طويلا...سوف تجده عندما تجتاز هذا الشارع...لقد قيل لها بأنّه ينتظرها كلّ يوم هناك....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق