الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

جريدة الهيكل.. شاعر الاقلام القدير حسام الخرسان .. إيحاءات مُحمديةُ



( عندما يرتفعُ الخِطَاب )


رقى بيّ الشعرُ حتى صاغني لَبِقا
وزادني الفضلُ في إتقانهِ ألقا 

أضاءَلي النحتُ في أبياتهِ سُبُلاً
ودلني البحثُ في أوزانهِ طُرقا

وطافَ بي علماً من غيرِ ساريةٍ
كأنني ملكٌ فوقَ الرؤوسِ رقى 

وهالني الخوفُ من ابحارهِ حذراً
اذا نزلتُ وإلا أنتهي غَرقا

فصانني الحذرُ الأخطارَ منُنتَبهاً
بأن أكون لَهُ مستخدماً حَذِقا 

وان أكون لَهُ مُستَخدماً جزلاً
إذا وردتُ حياضَ المصطفى مَلِقا

وسوفَ أدخلُ أرضَ الشعرِ مُنحَنياً
ورهبةُ الوصفِ ترمي هاجسي قَلَقا

فلا أجوزُ بِساطاً نحوَ روضتهِ
ولا أسيرُ بها شِبراً بِغَيْرِ تُقى

فان فعلتُ فمُغترٌ و مُنبهرٌ
وإن عزمتُ سأتلو الحمدَ والفلقا 

وسوف َ أذكرُ آياتاً أُكررُها
بأن يكون لأبياتي هنا سَبَقَا 

فإن سبقتُ فمحظوظّ و مجتهدٌ
وإن فشلتُ فحظي دونهُ إنزلقا

حمامةٌ فيضُ روحي تملؤُ الأُفقا
توسمتْ في حبيبِ اللهِ مُنطلقا

تطيرُ فوقَ حقولِ الوردِ قاطفةً
من الزهورِ عبيراً طيباً عبقاً

تمرُ تنثرُ في أذيالِ رحلتها
على الأنام سلاماً يشبهُ الشفقا

أنا مع الشعرِ جئنا توأمين معاً
مُهيَئّين أتينا لا كما إتفقا

مُهنئَين كلانا في ولادتهِ
كعاشقَين بقلبٍ واحدٍ خَفَقا

مُصدقَين أتينا في رسالتهِ
وصادقَين كلانا بالهوى صَدقا

ومادحَين أتينا بعضَ رونقهِ
وجُلُ رونقهِ عند السَّمَاءِ بقى

ولادةُ البشرِ كانت يَوْمَ مولدهِ
ومشعلُ النورِ من عليائهِ إنبثقا

هو الوليد الذي سواهُ خالقُهُ
مُنَزهاً نَدِراً مِنْ دون ِمن خَلقا

بهِ النبوةُ شعتْ في الدُّجَى قمراً
وسابحاتُ المعالي ترتجيهِ رِقا

تهدمت حين هلت مِنْهُ أنمُلةٌ
حصونُ كسرى ومَجدُ نفُوذهِ أبِقا

مشاعلُ النارِ ماعادتْ تضئُ لهم
وحائطُ الشركِ في ميلادهِ إنفلقا 

معاقلُ الْكُفْرِ خرتْ في ولادتهِ
و قيصرُ الروم ِيشكو بؤسَهُ نَزقِا

أصابت الأرض خيراً يَوْمَ مولدهِ
كأنها نزفت من جودهِ غَدِقا

وإنها نهلتْ من بحرِ مقدَمِهِ
من السَّمَاءِ فُراتاً سائغاً ودقِا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق