الأربعاء، 15 فبراير 2017

فارس دعدوش ... جلجا شام


لا يتوفر نص بديل تلقائي.

جلجا شام
طريدة الأنبياء

أفرغْتٌ قلبي من سواك ليجمعك
و رميت روحي في السراب طريدة
ترنو لسهمك في مداه لتتبعك
يا موطني
طاب الوداد وقد تملك خاطري شوق فرى بي أوجعك
فسلكت دربي في هواك و نلت أقصى غايتي
سبحان وجهك يا حبيبي في الهوى ما أروعك
يا موطني
أنت السبيل و حق من خلق الهوى
قلبي معك
قلبي معك


ضجت بقلبي معجزة
و الشام معجزتي على مر المدى
تغفو على كلتا يديا
ها أتيت ديارها
إني أتيت ديارها
و دخلت صومعة الاماني حالما بالمستحيل وكل ظني
أنني قد أصبح الطفل النبيا
ما أتاني الوحي لا لا
ما بردت و ما تفتح ياسمين في يدي
ليفيض أبيضه عليا
ما سرت روحي
و ما قط أرتعشت وما مشى قلبي كمعجزة أمامي
ما دخلت حمى قريش بعد ميتتها
لأغدو بينهم يا رب حيا
فانتظرت من الصباح إلى الصباح أتى الصباح
خلف كهفي
أزهرت كل الرسالات القديمة في بساتين الجراح الكل راحوا
ثم ألقت بالزهور على مقابر وحدتي
سور تطاردها الرياح
أنا أنا
و أنا أنا ما زلت أفتعل ارتعاشي
و اللسان مردد فكرا إذا عز المتاح
كل شيء في فؤادي كان حزنا بي عصيا
كم نظرت إلى بلادي
لم أزل أبكي على أطلالها طفلا أسيرا يعربيا
وجهتي جدران كهفي
و اليدان وراء ظهري والقيود تحيطني
و هويتي حجر سرى للقدس فيا
لم تكن كنعان تجهل شيمتي
و سوى جراحي كل جرح صغته قد كان نقشا بابليا
رابع الأهرام إني
والنبي الطفل لكن
لم تفاجئني رؤاي ماجلت بصري سماء
ما أتى وحيي إليا
قلت أرمي حظ روحي للقدر
و أطير الروحين مني
عل إحداهن تأتي بالخبر
فحزمت أسمائي
وقد سافرت لا أدري اتجاها نحو سري أو مفر
كل ما أدريه أني تائه عن أصدقائي الأنبياء وفي يدي
آيات أصحاب الزمر
في لحظة مجنونة
حطت ملائكة السماء على فمي
توحي إلي بأنني
صرت النبي و في دمي
سفر الشآم قد انتشر

ما اخترت درب الشام
لكن ربما جلت بذاتي ساطعة
هي كل شيء قد عرفت من الجمال إذا تجلت مثل أمي
في سريري خاشعة
فيها أزاميل الحضارة تنقر الحجر الذي
في كعبة الأحرار قاتل غاصبا
و على أكف الله نامت عينه
يا ويح عيني الدامعة
في الشام
للشام بعد رابع
أو خامس
أو عاشر للحسن زد ماشئت فييها كل حسن قد أتى
أو قد يجيء لأن تقوم الواقعة
في الشام تنتظم الورود الحالمات بفارس مثلي
لكي يختار إحداهن يقطفها و يضممها
يعلقها على شباك ميسون
ويعلن عشقه الأموي فيها والقصيدة جائعة
ليفيض نهر خافق متدفق يزهو بألف مصيبة
فتراه يكتسب الجمال مع ازدياد الفاجعة
في الشام يصطف الحمام مصليا في باحة الأموي إن رفع الأذان
و تخشع الطير البريئة في الدعاء وشيخها يخشى اقتراب القارعة
في الشام نور الله يبدو ساطعا فعلام يصبح ألف رب في النفوس ونحن نستفتي هواه كأننا بتنا خرافا ضائعة
أرفع جبينك يا فتى
و اقرأ كتاب العشق و اعلم أنه
لا شام إلا شامة الرحمن بين ربوعها حتى المدامع رائعة

تاه الدليل
و نحن ما زلنا نحاول عابثين الحلم لكن
لانرى في حضرة الأحلام إلا واقعا دمه خيال
يا بلادي
لا تلومي عاشقا صبا غيورا
في مقام غرامه طاب المقال
عن صلاح الدين قومي و اكتبي
بالله كيف تحولت من بعد ألف بطولة ثكلى
تلملم زيت أبي الفداء ثم تغبه
و تعض سيف البحتري و تمسح ال حمص العدية بالندى
ومقام خالد يشتكي عطش الحسين وخلفه
نهر الفرات يباع قهرا أو يراق بحسرة
و دماؤنا ذهب و مال
يا بلادي
ها أنا الطفل النبي
الشمس تشرق في يدي
و بغير وعي بت أطفئ وهجها
وأحوك بدرا من زهور الياسمين محدبا
ليبث نورا طيبا إذ أنني صرت النبي بموطني
و على جبيني نوره و حمامة وبه هلال
يا بلادي
يا طريد الشوق يا طفلي أنا
في الشام لو سالت دمائي عاشقا
و تهدمت كل الحضارة و النضارة لن تزول شآمنا
من عرش آيات البهاء لأنها
حضنت حنان الله في أرجائها ليفوح من دمنا الجمال
..........................
بقلم : فارس دعدوش

هناك تعليق واحد: