الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

الشاعر الكبير يوسف الدلفي .. هجران





أنتَ مَنْ خَانَ غَرَامي أَمْ أنا ؟
سَلْ جفوني مِنكَ باتَتْ بالضّنى

كَمْ عهودٍ بالهوى أَخْلفْتَها
قد رَسَمْناها على وَردٍ جَنى

كَمْ رِمالٍ في بحارِ العشقِ لي
رُحْتَ تمحوها وتمحو ظِلّنا

ثُمَّ أَسْرَعْتَ الخُطا في خِلْسَةٍ
كأَنّكَ البرقُ بخيلاً بالسّنا

وَكأَنّا لَمْ نكنْ في رِقْدَةٍ
صَدْرُكَ الغافي على صدري هُنا

هل تَناسَيْتَ الهوى فِينا قَضى
أَنْ نصونَ الحُبَّ وَصْلاً بالهَنا

كيفَ تنسى البدرَ في أشواقِنا
إِذْ خجولاً صارَ مِنْ تَقْبيلِنا

كيفَ تَنْسى نَابضاً في صدرِنا
حِينَ لُقْيانا حوى الدّنيا مُنى

نَأْ يُكَ المُرُّ تَهادى بالنوى
بَلْ صلاةُ النّأْيِ قامتْ أَذّنا

رُدَّنِي كلُّ مسافاتِ الجَوى
وَعْرُها بالخِمصِ مِنّي قد فَنَى

رُبَّما أغْراكَ رَكْبٌ مِنْ جَفَا
صارَ في روحِكَ أُذناً أَعْيُنا

فَيُرِيكَ الشّمسَ في أَقْذائِها
والصّدى مِنّي بِأَصْواتٍ خَنَا

عُدْ فَزهرُ الودِّ ظمآنٌ صَدَى
أَرْوِ مِنْ فِيْكَ الذي فيه النّما

مُدْنفٌ قلبي وما مِنْ عِلّةٍ
بَيْدَ أنَّ الهجرَ سقمٌ بل وَنى

إنَّنِي بَاقٍ على عَهْدِ الوفا
لو وفاءٌ مِنْكَ قَاصٍ ما دَنَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق