الخميس، 30 يونيو 2016

الشاعر القدير طلاس عبد الرحيم ... هذا انا




هَذَاْ أَنَاْ ..أَمْ كَاْنَ وَجْهَ بِلادِيْ
أمْ وجْهُ أُمَّيْ فِيْ رَحَىْ صَيَّادِيْ ؟

هَذَاْ أَنَاْ ..وَطَنٌ وَأَضْيَقُ مِنْ فَمٍ
يَقْتَاتُ خُبْزَ الجُوْعِ وَالإِبْعَاْدِ

وَطَنُ النُّصُوْصِ المَدْرَسِيَّةِ يَاْ أَنَاْ
حَدِّقْ إِلَيَّ .. وَخُذْ إِلَيْكَ فُؤَاْدِيْ

"شَعْبٌ بِلا ظَهْرٍ أُحَاْوِلُ شَدَّهُ
بِعَمُوْدِ شِعْرِيْ فَاغْفِرُوا لِعِنَاْديْ "

وَطَنِيْ ضَرِيْرٌ لا قَمِيْصَ لِوَجْهِهِ
مُذْ أَلْبَسُوْهُ عِمَامَةَ الإِلْحَادِ

هَذَاْ قَمِيْصِيْ فِيْهِ وَجْهُ حَبِيْبَتِيْ
فِيْهِ انْبِعَاْثُ المُوْتِ والمِيْلادِ

قَدُّوُهُ مِنْ دُبُرٍ فَسَاْلَ عَفَاْفُهَا
فَوْقَ التُّرَابِ فَأَفْزَعَتْ أَجْدَادِيْ

رُدُّوا إِلَىْ وَطَنِيْ القَمِيْصَ فَإِنَّ لِيْ
فِيْ حُضْنِهِ أُمٌّ وَدِفْءُ وِسَادِي

خَفّفْتُ وَطْئِي يَا بِلادُ لأَنَّنِيْ
أبْصَرْتُ فِيْكَ مَلامِحَ الأَوْلادِ

أَنَاْ يَاْ حَبِيْبَةُ مَا امْتَشَقْتُ قَصِيدَةً
إِلا وَفِيْهَا شَهْوَةُ اسْتِشْهَادِ

وَاليَوْمَ أَعْتَزِمُ الرَّحِيْلَ وَإِنَّمَا
أَنْتِ السَّفِيْنَةُ ,كِيْسُ مِلْحٍ زَادِيْ

فالمَوْتُ مَحْضُ رِوَايَةٍ شَرْقِيَّةً
أَبْطَالُهَا وُلِدَتْ مِنَ الأَغْمَادِ

لا ,لَنْ يُعِيْدَ المَجْدَ شَرْقٌ تَائِهٌ
مُتَمَتْرِسٌ فِيْ عَرْشِهِ الطّرْوَادِيْ

وَطَنِي وَتُطْوَى صَفْحَةٌ دَمَوِيَّةٌ
وَأَرَاْكَ فِيْهَا كَاْمِلَ الأَبْعَادِ

كُلُّ الحِكَايَةِ أَنَّنَا صِرْنَا هُنَا
نَبْنِيْ بِلاداً مِنْ رُكَامِ عِبَادِ

حَتَّى الحَمَامُ تَبَدّلَتْ أَنْغَامُهُ
نَسِيَ الغِنَاءَ فَصَارَ سِرْبَ جَرَادِ

أَحَسِبْتَ أنَّ قَصِيْدَةً يَا مَوْطِنِي
سَتُزِيْحُ عَنِّي لَعْنَةَ الإِبْعَادِ

هِيَ لَعْنةُ الأَحْقَادِ تَحْصُدُنَا ومَا
أَلِفَ الصِّغَارُ وَصِيَّةَ الأَجْدَادِ

قَالُوا : (( إِذَاْ هَزَّتْ رِيَاحٌ خِيْمَةً
فَتَبَسّمُوا لِسَلامَةِ الأَوْتَادِ ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق