الجمعة، 26 مايو 2017

كمال عبد الله .. هذيان سرياليْ....( 1/5)


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏



يتشكّل الغروب شيئا فشيئا في عينيها...وأشعر بشيء ما ينتفض خلف دفء الظّلال التي تنتشر في ضفائر الشّمس التي تغرق في انهمار الغروب الجميل...عيناها تغريني بأشياء جميلة و سريّة...وعندما تعبث ألوان الصّورة بشعرها، تظهر آلاف الفراشات متفجِّرَةً فوق ثغرها...عادة ما يكون للسّكون تأثيرُ الصّدى على ما ينفعل في وجدانها من الجمال...أبحث عن صورتها التي تسافر في ذاكرتي المتشقّقة...وفي مكان ما منّي...وقد يكون ذلك بين عطرٍ نسيته و وردة أتذكّرها، أجدها...أقترب منها في بعض من الشكّ البدائيّ...صوت الموسيقى الصّوفية الآتية من الهند تغازل جنونها...عطر صدرها حادّ جدّا...يذكّرني بصورة قديمة لها وهي تعرّي ساقها...لا أفهم ما العلاقة التي تجعل من العطر شاهدا على لحظة حميمية مثل التي ذكرت قبل قليل...قالت بأنّهَا تعشق ما أدبح منّي على سطور الأيام التي لا تأتي...
- أنت إباحيّ جدّا في ما تنشرُ من الكلام....
لم يبق من الشّمس غير ضفيرة واحدة مازال تنتفض خارج الغروب الذي يغتصب دفئها...أعيد فتح النّافذة التي أغلقتها صورتها وهي تعرّي ساقها...
- أنت مثيرة جدّا...
- وأنت وقح جدا...
أشتاق زجاجة "فودكا" و أشتاق كذلك حزني...أشغّلُ بعض التّفاصيل اللّغويّة التي أستعملُ كلّما فكّرت في استفزازها... صورتها و هي تُعرّي ساقها تبتسم في غضبٍ...أعرف أنّها ترغب في دقّ عنقي هذه اللّحظة...ولكنّني لا أحفل بما تفكّرُ به...
- ما الذي يعجبك في جسدي...؟
- لست أدري...أنا لا أرى في تفاصيل جسدك ما ترينه أنت عليه....
- لقد أضفتَ إلى ما أنتَ عليه من الاباحيّة كثيرا من الوقاحة...
ألقي بالقلم الذي كنتُ أخربش به أشكالا لا معنى لها على ورقة حقيرة كانت أمامي ثمّ أقرّب منّي صورتها...لقد اختفت الظّلال الجميلة خلف غضبٍ أحلى...تختلط حمرة الشّمس التي اختفت بابتسامتها التي تغريها بقتلي...تتحرّك ملامحها على الصّورة...أنظر في عينيها ثمّ أفكّر بتقبيلها يوما ما...أنا أفكّر بما هو ألذّ من هذا و لكنّني لن أجعلها تنفعل أكثر ممّا هي عليه الآن...
- دعني أذهب...
- تريدين حقّا تركي إلى ما أنا فيه من الهذيان...
- لم أعد أحتمل صفاقتك...لقد عرّيتني على كلّ نصوصك و حوّلتني إلى عاهرة...
- لقد كنت أعتقدُ بأنّ هذا يسعدكِ...
- دعك من هذا و اتركني أغادر صورتي....
امتدّ الليل إلى مكتبي...يبدو أنّ شراييني ستنفجر الليلة...أسارع إلى فتح زجاجة الفودكا التي أخفيها داخل درج مكتبي...سيكون للكأس الأولى مذاق الكبريت...أتحوّل فجأة إلى كائن ساديٍّ...لن أتركها تغادر صورتها...سوف أحدّثها عن شيء آخر غير الجنس...أمسك الصّورة بين أصابعي المرتعشة بفعل ما أنا عليه من الارتباك....
- هل ترغبين بالحديث في شيء آخر....؟
- لا...
- هل أنت غاضبة منّي اللّيلة...؟
- لقد طلبت منك أن أذهب....فدعني أذهب....
- كلاّ...لن أفعل...
- هل ستسجنني داخل دماغك الموبوءة؟
- نعم...أجد أنّ هذا مثير جدا...
- ألا تحترم رغبتي...؟
- لا...
أتجرّع الكأس الأولى ثمّ أضغط على الكأس بين أصابعي...لقد كان لطعم الفودكا مذاق الكبريت حقّا.....


( يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق