الثلاثاء، 30 مايو 2017

أحمد أبو الفوز ... أطباق بلا مذاق


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏نص‏‏‏



ليس على موعد مسبق قد كان ..!
بالقرب من عينين ببراءة النهار وكبرياء الياسمين ، يغتسل بهما الماء لينقى ، 
ويهرس فيهما الكلام كخبيص أشهى وألذ من حليب ثدي الأم لطفلها ،
يعدان غبطة طاجنة وسائغة بريق صائم، بعد لم يدخل في مضمار الجوع. 
إبتدأ العد التنازلي...
أمام سفرة ممتدة بما طاب للنفس، من السمك المشوي المطعم بالليمون، والأرز المتزين بالجوز واللوز مطبوخاً على طريقة إيطالية فاخرة، والكبة المحشوة باللحم المفروم والبصل والصنوبر وووو.... 
ولكن ...!
من ملعقة أو ملعقتين أو أكثر قليلاً من الحساء يمتضغ ، نصف قطعة خبز أو أكثر قليلاً يأكل، وتمرة أو تمرتين مع كوب لبن لم يكمل شربه! فعلى ما يبدو أن كل مايأكله أو يراه، لم يرق له مذاقه..!
وهو بفم يكيل تذوقاً... 
متناولاً حبة من لقمة القاضي، متسائلاً عن وجه الشبه مابين هذه اللقمة الصفراء المخمرة بأوان فخارية قد أفقدتها حلاوتها، وحبات العدس المدقوقة بالماء ، والمِلح الممزوج بالدقيق، وما بين ملامح حنطية ذي التاسعة من عمرها... 
لم يجردها لهب الشمس لون إبتسامتها، وهي فوق وحل العوز حلوى معجونة لتقتل..!!
فكأنما ثمة طبق رئيسي مفقود فوق تلك السفرة الغاصة بالأطعمة يبحث عنه! وكل أصناف الطعام خرساء كانت تنعى شعث أطباقها..
تخبره ...! عن العطش المطلق الراوي صوت الهديل" عندما كان العالم بريئا"، عن الإمتقاع المُلح الممكيج وجه سوسنة صغيرة، 
وعن الجوع الكافر المتكهف بطون الورد.
وتشكو له...! عن عفونة أجساد لا تتقن مضغ العطر، وعن نفوس منتعلة غير مرخص لها دخول سيناء الصوم، ليحفي حنجرته مغنيها...
قد آن لي ياصغيرتي ...... باللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت 
أن أتلمس وجه اللّه.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق