الأحد، 4 يونيو 2017

منطقة المعنى .. قراءة اولية في نص الشاعرة سارة سامي ..




تجليات نص... يسلط الضوء على منطقة المعنى
قراءة اولية في نص الشاعرة سارة سامي

النص :
((في بَلدي تُغتالُ الطُفولة 
على أيدي دُعاةَ الفَضيلة 
تَبّت أيديكُم و بُؤساً لِمن 
نَصَبَ خِيامَ العُهرِ و الرَذيلة 
بإسْم مَن تجتثونَ وُرودَنا؟ 
لا الله يَرضى و لا عُرفُ القبيلة))
.......................

في خضم الصراعات الايدلوجية التي يعاني منها الشرق الاوسط بداية العام 1979 وتسارعها نحو الذروة حيث انهيار القيم والعادات والسلوكيات والاديان خرج جيل جديد مفعم بالتمرد.. جيل تواق الى بلوغ المستوى الانساني اللائق بكونهم ينتمون الى حضارة الالفية الثالثة.. وبكل قوة مستخدمين كل آليات عناوين الرفض وبكل حماس كانت المواجهة الحتمية بين تمنيات رافضة تتفجر في اعماق الثورة الجديدة المحفوفة بالالم والامل.. تشق طريقها باتجاهات غايرت مسارات الظلم الذي حاق بعصور ماضية لم تعرف اي معنى من معاني العدل والحق والنور والحياة.. 
((تبّت ايديكم.. وبؤسا..))
انها جملة تذكر المتلقي بصرخة زينب بن علي بن ابي طالب امام طغيان الحكم الاموي.. او انها ربما مشتقة من نص مقدس يتلوه الزمان عبر الزمن (تبت يدا ابي لهب وتب) .. ذات الرفض وبقوة المتيقن من النهاية الحتمية.. تطلق الشاعرة سارة سامي صرختها لتدك بها عروش القتلة والفاسدين غير مكترثة بكل مبررات القتل .. متسائلة بثقة القادر المدرك .. بأسم من؟؟ نعم بأسم منْ ؟؟
الطفولة تغتال على ايدي تدعي انها تنتمي لله .. تدعي انها تنتمي لاعراف وقيم كانت مفخرة لشعوب الشرق على مر الزمان... 
تغتال على ايدي نصبت خيام العهو والرذيلة باسم الله والقيم العليا..
صور مكثفة تتحدث عن واقع اشد ايلاما من اي مؤلم اخر على ظهر الكوكب..
تنتقل بها الشاعرة في تقريع واضح المعالم غير مستتر لتتحدث فيه عن مشاعر جيل كامل وربما اجيال اخرى بدأ تنفلت من دائرة الدين المهووس بالقتل والفساد والعهر الاخلاقي والسياسي.. 
هذا النص هو احد النصوص الذي يوجه صفعة جديدة اخرى لدعاة التدين.. وربما يكون بداية لنهاية غطرسة (كنيسة الشرق) معلنا عن شعار اخر جديد (الدين افيون الشعوب) ولكن بنكهة شرقية الملامح...

شكرا للادب الرفيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق