السبت، 28 يوليو 2018

مجلة الهيكل .. الأستاذة وسام أبو حلتم ... رسائل لملك الموت (1)


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏



تصدير 
إذا القلوب أفرغت من سكانها صار ليلنا بلا فجر وحياتنا صلوات بلا تهجد وحدودنا بلا أفق 
هنا الفراغ،، هنا جلجلة الريح في العقول الخاوية.. هنا الموت الذي لا جنات نوعد بها بعده.

رسائل لملك الموت 
______________

لا أعرف لم تتلازم عندي الرغبة في البكاء مع الكتابة؟ فعلان يترادفان في تتابع حيوي. أظن أن الوجد الضاج بالمشاعر والعقل يكسوه موج من الأسئلة و رغبة في حديث النفس مع الذات.
قررت الكتابة للمجهول والواقع أن ما من أحد منا يكتب للمعلوم حتى وإن تهيأ له ذلك، سأكتب لشخوص عرفتها أو لم أعرفها الأمر سيان إذا تعلق ببلادة المشاعر وغباء العقل،، للمجهول للماضي سأكتب.. لصديق لم أره يوما ولم يكلمه قط لساني ستكون حروفي أكثر وفاء.
إليك أيها القريب البعيد الغريب الصديق المتجاهل المدرك لكل الأشياء سأكتب لك برسائل اعترافي كل ما عرفته عني وما لم تعرفه بعد علها تكون صكوك غفراني.
صديقي إليك أولى رسائلي..
لم أكن أتوقع يوما ما أن تصل وحدتي لهذا البعد أن أكتب لغريب ومجهول هوية ما كنت أخطه لأحباب وأصدقاء لم يعد استجداء حضورهم مجديا فكل الوسائل لم تعد تؤدي دورها كما كانت سابقا لا البكاء ولا الإنطواء، ولا كثرة اهتمامي بهم ولا قلته، لا لفت إنتباه ولا لامبالاة. بت أعتاد على دوري الصامت أمام شاشة حضورهم 
لم أكن أظن يوما أني سأفقد من خضت لأجلهم أشد المعارك خسارة وأكثر المغامرات حمقا حتى بات لكل موطئ ذكرى من تلك الخسائر والمغامرات فتقا على شغاف قلبي وجرحا ينزف بمداد حروفي فلطالما كتبتهم بين السطور لأخفي قصصهم عن من يقرأ وينصت لما أنجبه عقلي، وتناسل من خيالاتي لم أكن أدرك أن الحبر بمحبرتي مسموم وأن الرواية ستنتهي بمقتلي 
لو تعلم أيها البعيد كم أمطرت بسبب غيابهم وبسبب النتائج المترتبة على مغامراتي ومعاركي التي عشتها بسببهم
أمطرت حتى مات القلب غرقا وبكيتهم حتى ابيضت العينان وتحجر الدمع في المقل.. كم تنازلت لغرور غيابهم وكبرياء حضورهم.. كم وكم لثمت زفرات روحي بخيباتهم للهفتي عليهم حين كان حضورهم خاطفا لا يسد جوع شوقي لهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق