السبت، 28 يوليو 2018

مجلة الهيكل .. صالح الجبري ... هجرة وطن



فرطنا في عزٍ كان لنا، فصار اليوم ذلاً علينا، وصرنا عاراً عليه. فكيف ننتسب إليه ونحن لا نحرك ساكناً له؟ حتى ألسنتنا استثلقناها في الدعاء له. 
فرطنا في حقنا لكنه حقُّنا وعاصمتنا وحاضرتنا وسيظل كذلك ما دمنا، ودامت حجارتُنا..

فالحقُّ لنا، مهما تمادت عليه أيديهم، ونسجوا حوله خُرافاتِهم، الحقُّ لنا وإن نطحته خِرافُهم، الحقُّ لنا، وسيظل لنا رغم خلافهم، لنا الحقُّ، وإن صغى الزمان أو زمجر، هو حقنا وإن اجتمعت اليهود والنصارى وعباد المواشي والبقر. كل يومٍ ينتظر منَّا من يُؤويه، من يداوي جراحه، ويتمنى أن تكون فيه بدلاً من أن تكون فيه، ينتظر منَّا من يُعليه، ينتظر منَّا من يسقيه من وريده، فقد سئم الحياة من قلب عدوه، ينتظرُ رؤيتنا في الميدان، فقد سئم من تعليق صوره على الجدران فأقصانا -على مرِّ الزمان- لم يعتد أن يكون بعيداً عنا، لكن تؤسفني الحقيقة أننا أعتدنا البقاء بعيداً عنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق