الاثنين، 14 مايو 2018

مجلة الهيكل .. إحسان الخوري .. فنجان القهوة




فِنجانُ القهوةِ ... جَلسَتْ تُدخِّن بجانبي وعلى أريكة سريري وأنا أُمسِك بِدفتر مُذكَّراتي .. هي تُشعِرني بالإرتياح وتُشعِرني بالسعادة ، رُبَّما لأنّي في هذا الكون لازلت أحتفظ بفلسفتي حول أُنوثة النِساء ، وربَّما لأنّها هي التي تُعِدُّ فِنجان قهوتي كلّ صباح ، وربَّما لأنّها التي أَقتبِس كلّ النِساء منها ، وربّما لأنّني مُتيقِّنٌ أيضاً أنّها مَجزرةٌ من الأُنوثة .. وفجأة أخذتْ رشفةً من فِنجان قهوتي لتتأكد أنَّها التي لا زِلت أُُُحِبّ ، ولِتَتمنَّى أنْ أعود كلّ مساء إلى اِلتماع عينيها وإلى ابَتسامَتها الهادئة وإلى تِلك الأُنثى التي بداخلها وإلى شامة خصرها وهي تعرف أنّني لن أحيا بعيداً عن إدمانها ، وأشتاق اليها كثيراً ، وأشتاق إلى كل ذرَّة في شيئيَّتها .. بقيتُ أنا أرتشف قهوتي وأغوص في مُذكَّراتي باحِثاً فيها عن مكنونات روحها وعن ثنايا جَسَدها مُداعِباً أوتار أُنوثتها بعبثيةٍ دافِئةٍ ومُلامِساً خُصَلَ شعرها وهامِساً في أُذنيها إنّي أُحِبّها وأُحِبّها كثيراً ، فهي التي تبكي ميثالوجيا آلهة الحبّ مِثلما تبكي غيابي عنها .. هنا نظرتْ إليَّ مِثل جُرعة زائدة من الحشيش واقتربتْ مِنّي وقَبَّلتني قُبْلة فاحت منها رائِحة الحُبّ أسقطت مِنّي دفتر مُذكَّراتي ؛ وجعلتني أُحملِق فيها طويلاً وأُتمتِم في داخلي إنّها قوافلٌ من النِساء وأُنوثتها هي قداسةٌ مُتوهِجةٌ ، وهي بِذاكِرتي تلك الرقْصة الجميلة داخل قلبي وتلك نكهة النبيذ المُعتَّق التي أُحِبّ ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق