الجمعة، 11 مايو 2018

مجلة الهيكل ... إلهام غانم عيسى .. الموت في الحلم


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏5‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏‏


دق الجرس إنها الساعة السابعة والنصف استيقظت مها مسرعة لقد تأخرت عن المدرسة فهي طالبة مجدة في دراستها تخلم بان تكون كاتبة وإعلامية لتصور الواقع وتنقل الحقيقة كماهي وان تنشر الكلمة الحرة والصادقة وهي مؤمنة بأن سلاح الكلمه اقوى من الرصاص 
غسلت وجهها الجميل الذي تزينه ابتسامة عذبة ترتسم على شفتيها ووجنتان كاالبدرفي ليلة مقمرة 
اسدلت جدائلها الذهبية التي تشع وهجا على كتفيها كااللؤلؤ المكنون 
وضعت حقيبتها على ظهرها وخرجت مسرعة لقد تأخرت عن المدرسة فهي طالبة مجدة في دراستها محبه من قبل معلميها لها مكانه جميلة في قلوب أصدقائها سارت على الطريق وكأنها تملك العالم كله تقلب في ذاكرتها شريط من الذكريات الحالمة في مستقبل جميل تكون به مفخرة لاهلها وذويها فجاة تقف امام مها سيارة بيضاء من الخارج وحالكة السواد من الداخل انه صديق والدي ماذا يريد ناد عليها تعالي ياابنتي لقدبعثني والدك لاصطحبك الى المنزل فوالدتك مريضة وقداشتد عليها المرض سينقلها الى المستشفى 
ويريدك ان تذهبي معهم للاعتناء بوالدتك انهمرت الدموع من عينيها كالشلال حزنا والما لما اصاب والدتهاوصعدت إلى السيارة بسرعة وطلبت إليه ان يقود سيارته بسرعة كي لاتتاخر عليهالم تكن تعلم بان القدر لن يكون معها في هذااليوم 
وثقت بالرجل لأنه صديق والدها فهو يتردد إلى منزلهم باستمرار ببرائتها ووجههاالطفولي نظرت إليه قائله ماالذي جرى لوالدتي لقدتركتها بخير ولم الحظ عليها علامات المرض لكنه أسدل بصمته واحتفظ بمكره وخبثه تجاه تلك الطفلة البريئة وانعطف بسيارته يمينا خرج عن الطريق المؤدي إلى منزلها بادرت بالسؤال مسرعة لماذا انعطفت إلى اليمين ياعماه فقدابتدعدنا عن الطريق وهي ليست المؤدية الى المنزل ردعليها قائلا:لقدنسيت شيئا ساجلبه لوالدك ولكنها أدركت بأن هناك خطرينتظرها حاولت أن تتحلى بالصبر وتتشبث بالأمل عل شيءماسيحدث ينقذها من مخاوفها لقدابتعدبها كثيرا عن القرية ووصل بها الى الغابة اوقف سيارته وطلب إليها أن تخرج من السيارة واهما اياها بأن السيارة قدتعطلت ويريد إصلاحها خرجت والخوف يعتلي قلبها راحت ترتجف يداها وشفتاها كمالووضعت في ثلاجة تجمد الدم في عروقها هالة سوداء خيمت على عينيها الواسعتين 
قال لها هيا نجلس قليلا لنرتاح لكنها توسلت إليه أن يعود بها إلى المنزل فامها مريضة وبحاجة لها 
لكنه صم أذنيه وتجاهل دموعها وتوسلاتهاوقال لها لاتخافي مني فأنا احبك وأريد الزواج بك وعند عودتنا ساطلب بدك من والدك صعقت مها من هول ماسمعت فهي اصغر من أبناءه وتنادي له عماه طلبت إليه ان يتركها وشانها وان يبتعدعنها نادت بأعلى صوتها هل لي من مغيث ولكن لااحد يجيب قهقه بضحكته النتنه ورائحة العفن تفوح من فهه القذر لاتصرخي لااحد سيسمعك انت لي وهجم عليها هجمة ذئب متوحش وغرز مخالبه بجسدها الغض الطري النقي حاولت منعه بيديها الناعمتين لكنها لم تقوى على ذلك فهي بين ذراعي الشيطان متلبس بعباءة البشر
انتزع منها عذريتها واغلى واثمن ماتمتلك عفتها وشرفها فقدت وعيها ودخلت في غيبوبة لبعض الوقت نادى عليها بصوته المسموم هيا كي اعيدك إلى القرية واياكي أن تتفوهي بكلمة واحدة عم جرى وإلا سيكون عقابك الموت صعدت إلى السيارة بروح ممزقة وجسد فارق الحياة 
وصل إلى مفرق القرية ورمى بها على قارعة الطريق مهددااياها بالموت اذا تفوهت بكلمه عادت إلى البيت إدراجها فلاتقوى على الحركة قرعت الجرس فتح الباب لترى في انتظارها ابواها سالها والدها لماذا لم تذهبي إلى المدرسة اليوم لقداتصلت المعلمة بنا هي تحدثي أين كنت لكنها لم تستطع الاجابه وخيم الصمت برهة من الزمن فهم الاب بأن ابنته جلبت له العار طلب إلى زوجته ان تضع الماءالساخن من أجل الاستحمام غيرانها تعجبت من طلبه هذا وردت عليه لماذا الآن بموعد الاستحمام كان البارحة نادى عليها افعلي مااقوله لك 
انتابها شعور بالخوف تجاه ابنتها ضمتها بين ذراعيها عانقتها بقوة وكأنه الوداع الأخير ترجت زوجها بأن يعفو عنها ويغفرلها خطاياها ولكنه لم يعرالاهتمام لتلك العبارات 
طلب إلى مها أن تذهب معه الى حظيرة الحيوانات البعيدة عن المنزل وماان وصلا حتى طلب إليها ان تضع طعام الحيوانات في المعالف ادركت حينها بأن والدها أتخذ قرار التخلص منها وأن الموت يتربص بها انحنت ببطء لتغرغ طعام الحيوانات إلا أن فأس والدها كان أسرع وهوى به على رأسها فقد إحساس الابوة وانقطعت صلة الرحم وتبدل رابط الدم بالماء وسقطت العدالة لتحل مكانها شريعة الغاب القوي يأكل الضعيف سقطت على الأرض مضرجه بدمائهامعلنة الاستسلام وهمست بإذن والدها لقد ظلمتني ياابي وفارقت الحياة نادت عليها والدتها مها مها هي ياابنتي لقدتاخرتي عن المدرسة الفطار جاهز نهضت نظرت إلى حولها بذهول وقالت الحمدلله كان حلما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق