على مسرح الحياة
يرفع السّتار ليعلن
عن بداية الفصل الأوّل
مشهد الخريف
ريح..ريح..ريح
استيقظت شجرة الضّمير
فنشب صراع عنيف
بين أوراق يانعة
تبتسم
و أوراقا مصفرة ذابلة
تحتضر
لتتساقط الواحدة تلو الأخرى
سقطت ورقة الحقد
على هامش الطّريق
فتهاوت الأخريات تباعا
الكراهية...
العنف...
التطرّف..
العنصريّة ...
الحرب...
فزمجرت الرّياح
و عصفت بخرق بالية
و رمت بهم
في مزبلة الحياة
فيعلو تصفيق الجماهير
و تشرئب الأعناق
نحو ركن آخر
من ركح الحياة
اذ يسلّط الضوء
على إمرأة من نار
تجلس وحيدة
تشتعل غضبا وحقدا
لفارس أطال الغياب
مخنوقة بلهيب أنفاسها
و دخان
فتسرع إليها النّجوم
لتسعف قلبها المكلوم
وبادرت لإفراغ
كأسها من الشّرور
و سكبت
جرعة من ماء الحياة
و قطرات من عطر الوجود
وسقتها كأسا
من كؤوس الأمجاد
بطعم الكرامة و الضّمير
و رحيق الياسمين
فسرى الأمل في عروقها
نزعت عنها ثوب الأحقاد
ومسحت عنها غبار العنف
و غشاوة الكره
و تغسلت في محراب المحبّة
و تعطّرت بالخير
و تنفست حبّا نقيّا صافيا
و تسارعت دقات قلبها
لاستقبال الحياة و الأمير
و اكليل الورود
ليهمس إليها
بعد طول غياب
الحب يا سيدتي
قلب يبتهل
و عيون تصلّي
لربّ السّماوات
و عهود تناطح السّحاب
و تقسم الحاء و الباء
على أن تسقط الراء
و تبعث بها إلى الجحيم
و تتراقص السّين و اللاّم
ترحيبا بالميم
لتنظمّ إليهم الحاء و الباء و التّاء
في رقصة ساحرة للحروف
على أنغام القلوب
و ضوء الشموع
و عطر المسك
وباقات الورود
و لقاء عاشقين
على مسرح الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق