الجمعة، 19 أكتوبر 2018

مجلة الهيكل ... Saadia Adel ..كلمة عادي




كلمة "عادى" تظهر كأنها كلمة بسيطة تعطى إحساسًا باللامبالاة، ولكنها تحمل الكثير من المعانى الخفية، أصبحنا نستخدم كلمة عادى في كل شيئ في حياتنا وفى كل المواقف التي تواجهنا نُسيئ لبعضنا البعض ونرمى اللوم على الآخرين ولا ننظر إلى أفعالنا كفعل ورد فعل تحت مُسمى كلمة عادى أصبحنا نجرح الآخرين سواء بقصد أوغير قصد ونتحدث بأسلوب غير لائق تحت مُسمى كلمة عادى ينظر كل منا للآخر في غضبه وعندما يسأله أحد ماذا بك يقول عادى أصبح الإنسان يقول كلمة عادى في المواقف التي تُسبب له الضرر وليست ككلمة عادية يُعبر فيها عن موقف معين 
بتُّ أسمعها “عادي” .. سلوك خاطئ يُبرر: “عادي” .. قلة حياء “عادي” .. معصية “عادي” .. “ “صارت عُرف” .. بذريعة التصرف في دائرة البشر! 
حين أقترب من لفظها كالمنبه للحذر والتساؤل: هل حقًا هذا عادي أم صار عاديًا بفعل تمييع الثقافة وانحدار الأخلاق؟! .
لا يخفى على أحد أنه في مجتمعنا اليوم وفي واقعنا المعاصر، كل شيء غير عادي أصبح عاديا.. فلا الموت باتت تخيفنا، ولا مشاهد الدم والدمار ترعبنا، ولا تفكك ألاخلاق يزعجنا. بل صرنا لا نحترم الصغير ولا نوقر الكبير، وننتصر لأنفسنا بغيا وعدوانا... وكل هذا لأننا نراها أمورا عادية.
حداري من استعمال هذه كلمة إلا في الأمور التي لا تبالي لها ولا تهتم بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق